فارق الأسير المحرر يوسف الزق الحياة، إثر استهداف شقة سكنية في شارع الثورة بحي الرمال وسط مدينة غزة، يوسف، الذي وُلد في سجون إسرائيلية عام 2008، كان يُعتبر أصغر أسير عرفته الحركة الأسيرة الفلسطينية، كما لُقّب حينها بأصغر أسير في العالم.
حيث ولد يوسف داخل المستشفى المدني "مائير" بمدينة كفار سابا، بعدما اعتُقلت والدته فاطمة الزق على حاجز بيت حانون عام 2007 وهي حامل، لتقضي فترة اعتقالها برفقة طفلها وسط ظروف معقدة وقاسية، محرومة من الرعاية والأمان.
رحلة أسر استثنائية
عاشت فاطمة الزق تجربة الأسر وهي حامل، ثم أمّ مرضعة، دون مراعاة من السلطات المعنية في السجون لطبيعة وضعها الإنساني. بقى يوسف إلى جانب والدته داخل الزنازين، وهو يعيش التجربة بكل تفاصيلها من عزلةٍ واضطراب.
وهذه القصة الإنسانية النادرة جعلت اسم يوسف محفورًا في الذاكرة الفلسطينية، ومرآةً حية لحجم الانتهاكات التي تعرّض لها الأسرى وعائلاتهم.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
الإفراج والتبادل
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2009، خرج يوسف ووالدته بموجب اتفاق تبادل إنساني بين المقاومة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي، بعد تسليم المقاومة شريط فيديو يُظهر الجندي جلعاد شاليط حياً. كان هذا التبادل بمثابة لحظة فارقة في ملف الأسرى، حيث أطلق على هذه الصفقة لاحقاً اسم "صفقة وفاء الأحرار".
لحظة وداع مؤثرة
وثّقت مقاطع مصوّرة على منصات التواصل الاجتماعي لحظة مؤلمة ودّعت فيها فاطمة الزق نجلها يوسف بكلمات مقتضبة: "الله يسهل عليك يوسف"، بعد ارتقاءه في الغارة الأخيرة. ويمثل يوسف واحداً من أكثر من 33 أسيراً محرراً قضوا منذ بدء الحرب على غزة، معظمهم كانوا من محرري صفقة 2011 التي شملت الإفراج عن 1027 من الأسرى والأسيرات.
وفي بيان صادر عن هيئة شؤون الأسرى، جرى التأكيد على أن "استهداف الأسرى المحررين هو جزء من سياسة ممنهجة تهدف لتصفية الرموز الوطنية، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه الجرائم الواقعة بحق الفلسطينيين".
ورحيل يوسف الزق لا يُعد فقط خسارة لشخصية فريدة من نوعها، بل يفتح من جديد جراح قضية الأسرى ويؤكد الحاجة إلى حماية القانون الإنساني الدولي لكل من عاش تحت القيد أو خرج منه محملاً بالذاكرة.
طالع أيضًا:
مأساة الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل: مجاعة وأوبئة وتجاهل التحقيقات