أعلنت وزارة الداخلية السورية في بيان لها اليوم الاثنين، أنها ستبدأ بالتنسيق مع وزارة الدفاع، تدخلا مباشرا في محافظة السويداء، جنوب سوريا، لفض النزاع ووقف الاشتباكات وفرض الأمن، وقالت إن قوات الأمن ستعمل على إعادة الاستقرار وحماية المواطنين.
ولمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، مع المحامي رائد شنان، المدير العام للمجلس الديني الدرزي، والذي يرى أن غياب الدولة السورية عن المشهد أدى إلى حالة من الفوضى التي لطالما حذر منها المجلس وجميع القيادات السورية خلال الأشهر الماضية.
وأضاف: "الأوضاع الميدانية في سوريا تشهد توترًا شديدًا، خاصة بعد محاولات الهجوم المتكررة منذ ساعات الفجر على بعض التجمعات الدرزية من قبل (فصائل إرهابية محلية)، مما تسبب في سقوط عشرات القتلى من المواطنين السوريين الأبرياء".
مسؤولية الدولة
وشدد "شنان" على أن مسؤولية الدولة السورية الأساسية هي حماية مواطنيها وضمان أمنهم، متسائلًا عن جدوى وجود الدولة إذا لم تستطع القيام بهذا الدور.
وتابع: "المجلس الديني الدرزي، بقيادة الشيخ موفق طريف، يتابع التطورات عن كثب منذ بداية الأحداث، ويجري اتصالات مكثفة مع الجهات الرسمية في سوريا ولبنان، وأيضًا مع جهات دولية لمحاولة احتواء الموقف ووقف التصعيد، إلا أن الأمور تبدو حتى الآن خارج السيطرة".
رائد شنان: استمرار تدهور الأوضاع قد يفتح الباب أمام جميع الاحتمالات
وأضاف شنان أن المجلس لا يطمح إلى أي تدخل عسكري خارجي، معتبرًا أن هذه مسؤولية سورية داخلية، لكنه حذر من أن استمرار تدهور الأوضاع قد يفتح الباب أمام جميع الاحتمالات.
واستطرد: "الوضع الحالي يختلف عن الأحداث السابقة، حيث أصبحت المواجهات داخلية بين العشائر وأبناء الطائفة، وليست فقط مع النظام، ما يعقد المشهد ويزيد من خطورته، كما أن الأحداث لم تعد محصورة في مدينة السويداء فقط، بل امتدت إلى المناطق الشرقية والقرى الغربية، مع محاولات للاعتداء على القرى النائية، وهي مشاهد مأساوية لا يريد أحد أن يراها في أي مكان".
ماذا حدث؟
وكانت وسائل إعلام محلية سورية، أفادت بأنه جرى الإفراج عن المختطفين من العشائر وأبناء الطائفة الدرزية فجر اليوم، حيث تم إطلاق سراح المخطوفين من أبناء العشائر، وكذلك سراح المختطفين من أبناء الطائفة الدرزية من حي المقوس، ووصلوا إلى مضافة شيخ عقل الموحدين الدروز يوسف جربوع، في وقت تستمر الجهود والوساطات لوقف التوترات.
كان المرصد السوري، قال إن الاشتباكات العنيفة في عدد من القرى أدت إلى مقتل 37 شخصا بالمجمل من الطرفين (27 من الدروز بينهم طفلان و10 من البدو) وإصابة عشرات آخرين.