أكد المحلل السياسي والاستراتيجي الدكتور عنان وهبي أن "ما يجري في منطقة جبل الدروز (8000 كم) اليوم هو امتداد لصراعات الشرق الأوسط على حكم الأقليات.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن "معقل الدروز في جبل العرب لطالما ارتبط تاريخيًا بقيادة سياسية خدمت محيطها، إلا أن المنطقة اليوم تواجه هجمة بربرية شرسة يقف خلفها النظام الجديد في سوريا".
وأشار إلى أن الطائفة الدرزية الموزعة بين أربع دول تواجه واحدة من أعنف الحملات المسلحة التي شهدها جنوب سوريا.
وتابع: "هذه الهجمة يقف ورائها فكر إسلامي متطرف لا يمثل الشعب الوري، ليست محلية الصنع، فمن بين المهاجمين عناصر أجنبية لا تتحدث العربية، وبعضها ميليشيات داعشية سابقة، تديرها جهات خارجية تمتد من دمشق إلى تركيا".
ويرى أن "الجولاني ليس سوى أداة في يد مشاريع إقليمية ودولية، حيث أصبح اليوم واجهة لمخططات تهدد وجود أقليات المنطقة".
الدروز يدفعون الثمن
واستطرد: "الدروز في تاريخهم كانوا سندًا للأوطان، أسسوا دولا وجيوشًا، ولو أرادوا كان بإمكانهم أن يبنوا جيشًا مستقلاً كما فعلوا قديمًا، لكنهم لجأوا دومًا للحلول الوطنية كخيار أول".
ووأكمل: "الحكم المركزي في سوريا فشل في تأمين الحماية للأقليات، وأن ما يحصل هو نتيجة مباشرة لنوايا دمشق السلبية التي صارت واقعًا، ودفع الدروز مرغمين لطلب الحماية الإسرائيلية ولو بشكل غير مباشر".
ويرى أن مصير الدروز اليوم لا يختلف عن مصير المسيحيين أو العلويين أو الأكراد في سوريا ولبنان والعراق، مشيرًا إلى أن المنطقة كلها تدفع ثمن مشاريع ترسيم جديدة، كل طرف يريد مقاسمة النفوذ، والنتيجة أن الأقليات تُستهدف أولاً.
وتابع: "يبدو أن الإنجليز كانوا على حق عندما رفضوا حكم الأقليات في الشرق الأوسط، لكي لا تنتشر مثل تلك المشاهد".
د. عنان وهبي: الجولاني إرهابي يجب تصفيته
وأوضح: "ما يحصل الآن مجازر تُسقط كل شرعية تاريخية لأي سلطة تزعم حماية مواطنيها، وتعيدنا إلى زمن تقسيم السلطة على أساس عرقي وطائفي، كما حصل مرارًا في الشرق الأوسط".
وتابع: "بشكل واضح، الجولاني إرهابي يجب قتله، وكان من الخطأ أن يصل إلى تلك المرحلة، والآن يجب تصفيته وإعادة بناء حل سياسي جديد في سوريا".