رفيق حلبي: لا مستقبل لتقسيم سوريا.. والدروز كانوا وسيظلون جزءا من الوطن

shutterstock

shutterstock

قال رفيق حلبي، رئيس مجلس دالية الكرمل المحلي، إن صور المجازر الجماعية التي وصلته من الجولان مؤخرًا غير مسبوقة في فظاعتها ووحشيتها.



::
::



ووصف حلبي، صور المجازر التي وصلته بأنها "مشاهد رهيبة لا يمكن أن يقبلها أي إنسان عاقل في العالم"، حيث أظهرت مقاطع مصورة جنودًا من القوات الجولانية وهم يطلقون النار على نساء وأطفال ومشايخ دون تمييز، في دليل واضح على فقدان تام للسيطرة على الأرض السورية.



وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن "الواقع السوري اليوم يشهد فقدانًا حقيقيًا للسيادة، إذ كان من المنتظر أن يكون أحمد الشرع وقواته قادرين على فرض سلطة الدولة على جميع أنحاء البلاد، لكن الواقع يكشف العكس تمامًا".



وشدد حلبي على أن الدروز في سوريا "كانوا وسيظلون جزءًا أصيلًا من الوطن السوري، وهم يدافعون عن سوريا الموحدة رغم المأساة الحالية".



وأشار إلى أن "أحمد الشرع يردد باستمرار أنه سيحاسب العناصر الخارجة عن القانون، دون أن يتضح من هم هؤلاء العناصر ومن يديرهم فعليًا"، منتقدًا استمرار سيطرة مجموعات أجنبية لا تمت للنسيج السوري بصلة، ولا تفهم شيئًا عن السوريين أو تاريخهم أو تركيبة مجتمعهم.


واعتبر حلبي أن "هذه المجموعات جلبت معها الفوضى، تمامًا كما حدث في عصور المماليك والعباسيين، حين كان الحكام يجلبون الجند والمرتزقة من أنحاء العالم دون صلة بالأرض أو أهاليها".



معركة شطرنج دولية



ووصف رئيس مجلس دالية الكرمل، المشهد الراهن بـ"معركة شطرنج دولية"، حيث تتلاعب قوى إقليمية مثل تركيا وإيران والسعودية وقطر، بالإضافة إلى إسرائيل والولايات المتحدة، بمصير سوريا، بينما يدفع الضحايا المدنيون من جميع الطوائف الثمن الأبهظ وبلا تمييز—أطفال ونساء وشيوخ ودروز وسنة وعلويون وأكراد.


وأشار إلى أن هذا الحال "ليس بجديد على سوريا، حيث عانت الأقليات والأغلبية دومًا من نتائج هذا التمزق، ولم تجد سلامًا أو استقرارًا في ظل تدخل القوى الخارجية وتغذية الانشقاقات".



ورأى حلبي أن غياب جيش وطني فعلي يعمق الأزمة، معتبرًا أن "الشرعية والسلطة في سوريا باتت شعارات فقط، بينما لا يوجد قائد حقيقي يسيطر على المشهد".




الدروز يضطرون للاعتماد على حماية إسرائيلية



وأضاف أن الدروز اليوم يضطرون للاعتماد على حماية إسرائيلية، رغم أن الحل الأفضل يبقى دائمًا داخليًا عبر التهدئة والحوار بين جميع المواطنين.



وأشار رئيس مجلس دالية الكرمل إلى أن الخلافات بين القيادات الروحية والسياسية للطائفة المعروفية ليست استثناءً في سوريا ولا المنطقة، فالخلافات الداخلية موجودة بين كل المكونات في العالم العربي، لكن الاعتماد على هذه الانقسامات لن يجلب حلًا، "بل الحل يفرض نفسه بوجود وحدة رغم الخلافات".



وحول مستقبل سوريا في ظل الفوضى، رفض حلبي بشكل قاطع سيناريو التقسيم أو الفدراليات، وأكد: "لا أؤمن بالكنتونات ولا الفدراليات. سوريا للسوريين جميعًا. هذا الشعب عريق ولا يمكن أن يتمزق. الحل في تحقيق الوحدة وإعادة بناء النسيج الاجتماعي، لا في توزيع السلطة على أسس طائفية أو جغرافية".



حلبي يحذر من التدخلات الخارجية



وفي تقييمه لدور الدروز وما جرى على الحدود، أشار حلبي إلى أن تحرك الشباب الدروز نحو الحدود "عكس حجم الخوف وفقدان الأمان"، وقال: "هذا الموقف خطير ويجب التعامل معه بعقلانية كبيرة. أي تدخل خارجي قد يؤدي إلى كوارث، ولن يجد حلولًا إذا لم تضمن سوريا وحدة الأمن والاستقرار الداخلي".



ويرى حلبي في نهاية حديثه أن المطلوب اليوم هو "تدخل فوري لضبط الأمن، وإعادة بناء ثقة السوريين في أنفسهم ومستقبلهم بعيدًا عن الأجندات الخارجية والانقسامات الطائفية".



طالع أيضًا:

مئات القتلى وجثث بشوارع السويداء.. ودروز الجولان يعودون للمناطق الإسرائيلية


يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play