كشف الصحفي محمد ضراغمة عن تفاصيل دقيقة وحاسمة في ملف المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس، مؤكدًا أن "العقبات بسيطة جدًا وكل الملفات تقريبًا محلولة أو مرتبطة بملف واحد وهو ملف إعادة الانتشار".
وأوضح ضراغمة، في مداخلة لبرنامج أول خبر على إذاعة الشمس، أن جوهر الخلاف يكمن في كيفية إعادة الانتشار، حيث تصر حماس على العودة إلى الاتفاق الذي جرى في 13 يناير، بينما تظهر إسرائيل نوايا جديدة، ما تسبب باختلاف على "مئات من الأمتار في المناطق الشرقية مثل بيت حانون وجباليا والشجاعية والتفاح وخان يونس، وحتى في رفح شمال فيلادلفيا بضع مئات من الأمتار".
وأضاف ضراغمة، نقلاً عن حماس: "المسألة مسألة مئات أمتار ونحن كان في عندنا اتفاق ليش لا يلتزموا فيه؟"، مشيرًا إلى أن منح هذه المساحات "يعني الكثير، ممكن يقيموا فيها مدينة خيام ويقوموا بعمليات تهجير أو تشكيل ميليشيات".
بحسب حديثه، فإن بقية القضايا في نظر حماس تصبح سهلة الحل بمجرد الاتفاق على إعادة الانتشار، وأما الملفات المتبقية مثل دخول المساعدات الإنسانية فهي مرتبطة بشكل مباشر بالمناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي، لافتًا إلى أن "مشكلة المساعدات محلولة، فكل منطقة ينسحب منها الجيش تدخل فيها المساعدات الدولية فورًا".
وتطرّق الضراغمة إلى ملف الأسرى، إذ أشار إلى التعديلات المقترحة حديثًا بشأن نسب تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن: "حماس تستهدف 50 مقابل كل رهين ذكر، منهم 30 محكوم مؤبد". ويضيف: "العدد يصل نحو 300 سجين مؤبد مقابل 10 رهائن، ما يعني أن الخلافات لم تعد جوهرية، بل أصبحت فنية تقريبًا".
انتقد ضراغمة إصرار إسرائيل على التشبث بمساحات ضيقة من الأرض، قائلًا: "لا معنى لتشبثها بمئات الأمتار إلا إعاقة الاتفاق، فإسرائيل لا تواجه مشكلة أمنية في إرجاع 300 أو 1000 متر لأن جيشها يمتلك القوة اللازمة للتدخل متى شاء".
واعتبر أن موقف إسرائيل "ربما مرتبط بخطط خفية"، متوقعًا أن تتراجع عن مواقفها في النهاية.
وفيما يتعلق بمستقبل المفاوضات، أكد ضراغمة أن المحادثات متواصلة منذ أسبوعين في الدوحة دون توقف، مبينًا أن الوفد الإسرائيلي ينتظر قرار نتنياهو "الذي قد يرسل وفدًا أعلى مستوى أو ينتظر المبعوث الأمريكي ويتكف"، مضيفًا: "إحنا الإشارة لبدء الحل ستظهر عندما يعلن ويتكف أنه سيذهب للدوحة".
ولفت إلى أن المشهد الحالي معلق على قرار سياسي من نتنياهو: "قد يصدر القرار خلال ساعات أو أيام وربما حتى نهاية الأسبوع، فالأمر مرهون بما يريد نتنياهو، سواء إبرام الاتفاق اليوم أو لاحقًا".
وفي ختام حديثه، شدد ضراغمة على أن "الجوع يُستخدم كسلاح للطرفين: إسرائيل تضغط لتليين يد حماس، وحماس تستغل صور الجوع لاتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب لا يختلف عليها اثنان".