دعت لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية، لتنفيذ إضراب عن الطعام لمدة ثلاثة أيام، تشمل قيادات المجتمع العربي والشخصيات الشعبية والأكاديمية، ومن هيئات شعبية وغيرها، ومن يرغب في المشاركة.
ولتفاصيل أوسع حول موضوع الإضراب، كانت لنا ضمن برنامج "يوم جديد" مداخلة مع عمر سكسك، رئيس الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا، والذي كشف أن الإضراب سيمثل حدثًا إنسانيًا غير مسبوق، وتعبيرًا عمليًا عن التضامن مع أطفال وأهالي غزة في ظل حرب التجويع والإبادة الجارية.
وأوضح سكسك أن الاستعدادات بدأت بالفعل لاستقبال القيادات العربية، والمشاركين من شخصيات أكاديمية ونشطاء يساريين يهود، مؤكدًا أن مقر الرابطة سيكون مركز الحدث منذ العاشرة صباحًا وحتى العاشرة مساءً يوميًا طوال مدة الإضراب الثلاثة أيام، حيث سيكتفي المشاركون بالماء والملح فقط.
وشدد سكسك على الجانب الرمزي لهذا الإضراب في مجتمع يافا المختلط: "نحن نريد أن يشعر العالم بمعاناة أطفال غزة وأن يراها عبر شاشات الإعلام، ولذلك ستكون الرسالة واضحة ومتعددة اللغات للوفود الدبلوماسية والمراسلين الذين ستتم دعوتهم إلى المقر".
وأوضح أن هيئة المتابعة قررت عقد مؤتمر صحفي في اليوم الأول يجمع الصحافة العربية والدولية، فيما سيشهد اليوم الثالث مظاهرة حاشدة أمام السفارة الأمريكية كرسالة احتجاج قوية على تواطؤ المجتمع الدولي وصمته عما يجري في غزة.
وأضاف: "الفعالية ستضم كوادر من جميع التيارات، وسيكون حضور لافت للأكاديميين من الجامعات، وتوقع مشاركة نشطاء عرب ويهود ضمن القوى اليسارية، ما يعكس وحدة أخلاقية وإنسانية تتجاوز الخلفيات السياسية والطائفية".
وبيّن سكسك أنّ ظروف الحدث اليومية قيد التحضير، مشيرًا إلى أنه في حالة عدم توفر أماكن كافية للمبيت بالمقر سيستمر الحضور والتناوب من العاشرة صباحًا حتى العاشرة مساءً، وأن الجميع مصرّ على مواصلة الخطوة حتى النهاية، وأن مجرد انطلاق الصيام الجماعي هو رسالة أمل "برغم سوداوية اللحظة وحجم المأساة".
وفي سياق متصل، تحدث رئيس الرابطة عن مشكلة الجريمة في المجتمع العربي، مؤكدًا أن هذه الموجة لم تتوقف بل ازدادت خطورة، خاصة في يافا، وقال: "للأسف الشديد نحن نشهد جرائم قتل متواصلة، والشرطة لا تفعل شيئًا حقيقيًا. هناك علم وعلم مسبق ومع ذلك لا حماية لأحد".
وأضاف أن الشرطة تبلغ بعض المواطنين بوجود خطر ولكنها لا تتحرك للمنع، ما دفع السكان للشعور بانعدام الأمان الكامل، محملًا مسؤولية التدهور لجميع المؤسسات الرسمية قائلاً: "حين يكون الضحية عربيًا يصبح الجميع متفرجًا، نطالب بحماية حقيقة من السلطات، وإذا عجزوا عنها فنحن بحاجة لحماية دولية".
وأكد أن فعاليات الإضراب هي أقل ما يمكن فعله لمساندة غزة، لكنها أيضًا ستكون صرخة احتجاج ضد الظلم والإهمال القاتل لجماهير يافا والعرب في الداخل الفلسطيني.
وكانت لجنة المتابعة أوضحت أنها وضعت ترتيبات لتهيئة مكان قيادة الإضراب في يافا، وإعلاميًا أيضًا، من حيث الشعارات والصور وغيرها، وترتيب دعوة الوفود، والقوى التقدمية الإسرائيلية، لتزور مقر الإضراب، ومن يرغب بالانضمام ولو جزئيًا لهذا الإضراب.
وأعلنت اللجنة أنها وجهت دعوة لوفود دبلوماسية، وعملت على إعداد رسالة بلغات متعددة، تشرح أسباب الإضراب، كما تقرر عقد مؤتمر صحفي في اليوم الأول للإضراب، في مقر الرابطة في يافا، وتقرر أن يتخلل اليوم الثالث للإضراب، تظاهرة قبالة مقر السفارة الأمريكية في تل أبيب، مع ضمان الترتيبات اللازمة لهذا.
