أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الخميس، استعداد طهران للدخول في محادثات نووية جديدة مع الولايات المتحدة، شريطة اتخاذ خطوات ملموسة لإعادة بناء الثقة المفقودة بين الطرفين، وجاء التصريح الرسمي في وقت تُثار فيه تساؤلات دولية واسعة حول مستقبل الاتفاق النووي والسبل الدبلوماسية الكفيلة باحتواء التوتر المتزايد في المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن بلاده "ترحب بأي جهد جاد يهدف إلى رفع العقوبات، وضمان التزامات الطرف الآخر، وتنفيذ الاتفاق بشكل عملي"، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستتطلب حُسن نوايا وأفعال لا أقوال.
مطالب إيرانية لضمان نتائج واقعية
أكدت طهران أن العودة إلى طاولة المفاوضات لن تتم إلا ضمن إطار واضح المعالم يضمن حقوق إيران كاملة، ويُراعي الالتزامات التي تم الاتفاق عليها في خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي لعام 2015).
وأوضح مصدر دبلوماسي إيراني: "لن نكرر تجربة الاتفاق السابق ما لم تكن هناك ضمانات قانونية وسياسية تمنع التراجع الأمريكي عن الالتزامات... الثقة لا تُستعاد بالشعارات، بل بالممارسات الثابتة."
وأكد المصدر أن المسار الدبلوماسي لا يزال الخيار المفضل لدى إيران، بشرط أن يُدار بطريقة عادلة ومتوازنة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تحركات أمريكية وتحليلات متباينة
في واشنطن، أفادت مصادر إعلامية بأن الإدارة الأمريكية تدرس مقترحات لتخفيف العقوبات تدريجيًا مقابل التزامات نووية قابلة للتحقق، في خطوة تهدف إلى كسر الجمود الدبلوماسي، ومع ذلك، لا يزال التباين قائمًا بين مواقف الكونغرس ومواقف البيت الأبيض، ما قد يُعقّد فرص التوصل إلى اتفاق سريع.
ويرى محللون أن تصريحات إيران تعكس مرونة مشروطة تهدف إلى إعادة ضبط العلاقات وفق مصالح وطنية واضحة، مع إدراك تام لتعقيدات البيئة الدولية وتغير أولويات واشنطن.
وفتح إيران باب المحادثات النووية مجددًا يمثل مؤشرًا على رغبة متبادلة في تجنب التصعيد والبحث عن حلول دبلوماسية واقعية، لكن استعادة الثقة تبقى عاملًا حاسمًا في تحديد مستقبل هذا المسار، وبين التصريحات الرسمية والتكهنات الدولية، يتجه المشهد السياسي نحو اختبار جديد لقدرة الأطراف على تحويل الأزمات إلى فرص حوار متوازن.
طالع أيضًا: