أشادت ضحى دبس بقدرة زياد الرحباني الاستثنائية على تجسيد نبض الشارع اللبناني والعربي، معتبرة إياه منارة وضميراً فنياً ووجدانياً وشخصية مواطنة يندر أن تتكرر.
وأكدت دبس، صديقة الفنان الراحل، في مداخلة هاتفية، على إذاعة الشمس، أن زياد كان يمثّل النموذج الذي لا يخشى قول الحق، ونجح في أن يكون ناقدًا اجتماعيًا وسياسيًا بالفن والكلمة والموقف، مستذكرة مواقفه الشجاعة حتى لو كانت تكلفه خسارة جمهور أو جهات نافذة.
تمّرد وتفّرد
وتحدثت عن تفرّد زياد في المسرح الغنائي، حيث جسدت أعماله، خاصة منذ "نزل السرور"، أعمق التحولات المجتمعية والسياسية بذكاء وحس ساخر، لتتحوّل أرشيفًا صادقًا عن الواقع اللبناني والعربي، حسب وصفها.
وأضافت: "تمرد زياد الفني، خصوصًا على مدرسة عائلته الرحبانية، أحدث نقلة نقدية نوعية، فبينما كان الأخوان رحباني وفيروز ينتقدون الواقع بلغة رقيقة وضمنية، تمرد زياد بعد ذلك ورفع حدة النقد والمباشرة، وخاصة في المضمون السياسي والاجتماعي، ليكون نقده أكثر وضوحًا وصراحة".
وبيّنت أن زياد نفسه اعترف بتأثره ببيئته، لكنه ظل يختار لنفسه خطًا نقديًا خاصًا لا يجامل فيه المتنفذين أو السياسيين، وجعل من كل قضية محورًا للتساؤل والتمرد.
مشاكل صحية
وتناولت دبس الوضع الصحي لزياد في سنواته الأخيرة، حيث عانى من السكري، مشاكل في الكبد والتنفس، والاكتئاب الذي ازداد مع المجازر في غزة والحالة العامة للبنان والمنطقة.
وأوضحت أن زياد كان ينسحب لفترات طويلة من الأضواء هربًا من الضجيج العام، وقبل وفاته كان منهكًا ورافضًا لأي علاج أو طقوس رسمية، حتى بعد تزايد مضاعفات المرض.
الوداع الأخير
كان الفنان اللبناني زياد الرحباني، توفي أمس السبت، عن عمر يناهز 69 عاما، وهو نجل السيدة فيروز والراحل عاصي الرحباني، وهو من أبرز الفنانين والملحنين في لبنان.
في يوم الوداع الأخير، سترافق الجنازة موكب كبير من الأصدقاء والمحبين إلى قريته، وسط مشاركة شعبية واسعة واهتمام رسمي متوقع من الدولة اللبنانية، تقديرًا لمكانته كعلامة فارقة في تاريخ الفن اللبناني والعربي.