مفاوضات غزة| غموض حول التهدئة وضغوط داخلية على نتنياهو وخرائط الانسحاب تزيد التعقيد

مفاوضات غزة| غموض حول التهدئة وضغوط داخلية على نتنياهو وخرائط الانسحاب تزيد التعقيد

تستمر الحرب الشرسة التي تشنها قوات الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ660 على التوالي، مع استهداف المدنيين في كل مكان وخاصة مراكز توزيع المساعدات وخيام النازحين، وسط أزمة إنسانية خانقة وانتشار الجوع وسوء التغذية وارتفاع حصيلة الضحايا جراء الجوع وخاصة الأطفال.




وارتقى ثلاثة فلسطينيين، فجر اليوم الاثنين، جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.



وكان رئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، قد أكد أن استمرار التفاوض دون توفير احتياجات السكان الإنسانية يفرغ العملية من معناها، مشددًا على أن إدخال الغذاء والدواء أولوية لا يمكن تجاهلها وسط معاناة حادة للنساء والأطفال وكبار السن في القطاع.



"خرائط الانسحاب" تزيد تعقيد المفاوضات




ولمزيد من التفاصيل حول موقف المفاوضات والأوضاع في غزة، كانت لنا مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" مع الصحفي باسل خلف من التلفزيون العربي، والذي قال إن موضوع خرائط الانسحاب لا يزال واحداً من النقاط العالقة في المفاوضات بين الأطراف، وإنه لم يتم التوصل إلى حسم فيها حتى الآن، وهو ما أكده قادة حركة حماس خلال الأيام الأخيرة.


::
::



أوضح خلف أن هذه المسألة تشير إلى تعقيدات كبيرة، خاصة أن هناك مناطق داخل قطاع غزة يصر الجيش الإسرائيلي على التمسك بها أو إبقاء قواته قريبة منها، بهدف تسهيل العودة السريعة إلى عمق المناطق في حال وقوع أحداث أو تطورات أمنية جديدة.



وضرب مثالاً بمنطقة نتساريم، التي يدخل الجيش الإسرائيلي من خلالها مساحة تصل إلى كيلو أو كيلو ومئتي متر داخل القطاع، مما يعني اقترابه من محاور استراتيجية مثل محور نتساريم والمناطق الحيوية وحتى قربه من شارع صلاح الدين، بالإضافة إلى نقاط السيطرة في رفح ومحيط معبر كرم أبو سالم. هذه المناطق، حسب خلف، تبقي الجيش الإسرائيلي عملياً مسيطراً على نحو 60% من رفح.



موقف الحكومة يكشف نية نتنياهو الحقيقية




وأكد خلف أن المفاوضات اصطدمت أيضاً بعدم وجود نية حقيقية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب، إذ يتضح هذا الموقف، وفقا لخلف، من التصريحات الأخيرة التي صدرت عن وزراء في حكومته، والذين هددوا بالانسحاب من الحكومة في حال تم الاتفاق على وقف الحرب دون تحقيق هدفين أساسيين:

الأول هو "القضاء على حركة حماس"، والثاني هو "تحرير الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة".



وأشار خلف إلى أن نتنياهو يواجه ضغوطاً شديدة سواء من داخل حكومته أو على مستوى تحقيق إنجازات شخصية، ولم يُبدِ أي مرونة نحو إنهاء الحرب فعلياً، بل على العكس تحدث بوضوح عن استمراره حتى ينهي تواجد حماس ويسترجع الأسرى.



أضاف خلف أن موضوع الضمانات هو الآخر مفتوح، ويلعب دوراً مركزياً، فحتى الوسطاء لم يتمكنوا من تقديم تعهدات قاطعة بعدم استئناف الحرب بعد انقضاء فترة التهدئة المقترحة - والتي تدور حول ستين يوماً مؤقتاً.



السبب الحقيقي لفشل محاولات الوساطة




كما أشار إلى تصريحات عضو المكتب السياسي في حركة حماس غازي حمد الذي قال صراحة إن الحركة غير مقتنعة بأن نتنياهو لن يعود لإشعال الحرب مجدداً بعد فترة التهدئة، وإن غياب الضمانات الحقيقية هو ما أطاح باتفاقات سابقة في جولات التفاوض الماضية.


وأكد خلف أن كل محاولات الوساطة تصطدم بهذه العقبة الأساسية: انعدام أي التزام رسمي ونهائي من جانب إسرائيل بوقف الحرب بشكل كامل أو مؤكد.



كما شدد على أهمية صوت الناس في غزة، ملاحظاً أن ردود فعل الفلسطينيين في القطاع خلال اليومين الماضيين رصدت شعورًا عامًا بالرغبة في الوصول إلى اتفاق يضمن هدنة مؤقتة لستين يومًا على الأقل، حتى لو اعتبر كثيرون أن ذلك ليس الحل النهائي.


واعتبر أن الشارع أراد أن يبعث رسالة واضحة لحركة حماس مفادها "لنذهب إلى الاتفاق، لنحاول على الأقل اغتنام هذه الفرصة، ثم ننظر بعد ذلك في التطورات"، ما يعكس حجم الضغوط الإنسانية والرغبة في انفراجة، ولو مؤقتة، في ظروف حرب تعصف بحياة سكان القطاع منذ شهور طويلة.



يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play