أكد الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن الإعتراف الدولي بفلسطين يتخذ أشكالًا وأنواعًا مختلفة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "بعض الدول مثل فرنسا ستقدم اعترافًا كاملًا في سبتمبر المقبل، بينما تقدم أخرى اعترافات ناقصة من باب رفع العتب، وهذه الدول تغير مواقفها، نتيجة ضغط شعبي واسع".
وأوضح: "هذه الحكومات تغيرت مواقفها تحت ضغط الشارع، تمامًا كما حدث في جنوب أفريقيا، حيث البداية من الشعوب ثم البرلمانات فالحكومات."
انتقد البرغوثي موقف بريطانيا ودول غربية اشترطت وجود الاعتراف بسلوك إسرائيل، معتبرًا ذلك منقوصًا وغير كافٍ: "بدلًا من الاكتفاء بالاعتراف، يجب فرض عقوبات ووقف أي علاقة عسكرية مع إسرائيل حتى تغير سياساتها".
الاعتراف وحده لا يكفي
وأكد أن مجرد الاعتراف بفلسطين، حتى لو كان كاملًا مثل فرنسا، لا يكفي أمام الجرائم التي وصفها بـ"الهولوكوست الفلسطيني"، لافتًا إلى أن ما يحدث اليوم في غزة مجزرة وحشية تتطلب موقفًا عمليًا وجريئًا من المجتمع الدولي، وليس مجرد اعترافات متأخرة.
وأضاف أن أهمية الاعتراف تكمن في ترسيخ حق تقرير المصير، ومواجهة القوانين الإسرائيلية العنصرية كقانون القومية، لكنه أوضح في الوقت نفسه أن "مثل هذه القرارات تملك قيمة معنوية لكنها لا تغير واقع الاحتلال أو توقف الاستيطان أو سياسة التطهير العرقي، إذا لم تقرن بإجراءات عملية ورادعة"، محذرًا من أن إسرائيل ترفض حل الدولتين والدولة الواحدة الديمقراطية ولا تطرح سوى سياسة الإقصاء والتطهير.
وتابع البرغوثي: "نطالب بموقف أوروبي أكثر جذرية يشمل حظر العلاقات والتعامل العسكري مع إسرائيل، خاصة بعد انكشاف تزوير الرواية الإسرائيلية أمام العالم"، مشيرًا إلى اتساع دائرة المقاطعة الدولية لإسرائيل وتراجع مكانتها إلى درجة لم تشهدها منذ العام 1948.
واختتم بالتأكيد على أهمية الانتقال من الاعترافات الرمزية إلى الضغط الدولي الحقيقي لوقف الجرائم والإبادة ضد الشعب الفلسطيني، حيث قال: "العدالة ليست فقط الاعتراف بل اتخاذ تدابير حقيقية توقف آلة الحرب والتجويع، فالعالم اليوم أمام اختبار أخلاقي وتاريخي."