يشهد قطاع غزة، موجة من التصعيد المستمر في الهجمات الإسرائيلية، حيث تواصل القوات الإسرائيلية قصفها المكثف لمختلف أنحاء القطاع، في ظل تفاقم كارثة إنسانية يعيشها السكان نتيجة سياسات التجويع الناتجة عن الحصار المستمر.
ولمزيد من التفاصيل، كانت لنا مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" مع الصحفي علم صبّاح من غزة، الذي قال إن المجازر اليومية مستمرة بشكل مروع، خاصة عند نقاط توزيع المساعدات الإنسانية، حيث تتحوّل مناطق مثل شمال رفح وشارع الطينة ومراج إلى مسارح قتل جماعي للمدنيين وطالبي الغذاء.
ويؤكد صباح أن: "كل منطقة تشهد تجمعات للمحتاجين بحثاً عن الطرود الغذائية، تصبح بؤرة للاستهداف الإسرائيلي، ويُقتل يومياً ما بين 30 و35 شخصاً عند ممرات توزيع المساعدات".
وأشار صباح إلى معطيات ميدانية تجعل ممرات مراج نقطة جذب جديدة للمدنيين، الذين أصبحوا يفضلون اعتراض الشاحنات مباشرة على الطريق بدلاً من الوقوف لساعات في طوابير التوزيع تحت الشمس، أملاً في الحصول على كميات غذاء أكبر.
ويضيف الصحفي الفلسطيني "ومع ذلك، تستمر المخاطر حتى في مراج إذ يتعرض المدنيون لإطلاق نار مباشر من الجيش الإسرائيلي وقناصته دون مقدمات أو مواعيد واضحة لدخول الشاحنات، خلافاً لمراكز أخرى تشهد فوضى أيضاً من قبل شركة الأمن الأمريكية وعمال التوزيع الذين يطلق بعضهم الغازات المسيّلة للدموع وحتى النار على الجموع".
وفي سياق متصل، شهدت الأيام الماضية زيارة للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، إلى أحد مراكز توزيع المساعدات، تزامنت مع قصف مدفعي مكثف وإطلاق نار شمال رفح وجنوب خان يونس.
وحول تلك الزيارة يقول صباح: "حتى أثناء وجود المسؤولين الدوليين في القطاع، يستمر الجيش الإسرائيلي في استخدام القوة المفرطة وإغلاق الطرق أمام المحتاجين".
كما أوضح أن مركز توزيع شارع الطينة بخان يونس فُتح هذه المرة في توقيت غير معتاد، ما ساهم في حيرة وارتباك الناس حول سبل الحصول على الطعام وسط التصعيد الإسرائيلي المستمر واستهداف الجائعين عمداً.
كان ويتكوف زار الجمعة قطاع غزة، واعدا بزيادة المساعدات مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل على خلفية الأوضاع الكارثية في القطاع.
وقال ويتكوف عبر منصة "إكس" إن الزيارة، التي استغرقت أكثر من خمس ساعات، هدفت إلى تزويد الرئيس ترامب بـ"فهم واضح للحالة الإنسانية"، تمهيداً لوضع خطة لإيصال الأغذية والمساعدات الطبية إلى سكان القطاع.
واعتبرت حماس في بيان السبت أن تلك الزيارة "لا تعدو كونها مسرحية مُعدّة مسبقا، لتضليل الرأي العام وتلميع صورة الاحتلال، ومنحه غطاء سياسيا لإدارة التجويع واستمرار عمليات القتل الممنهج للأطفال والمدنيين العزّل من أبناء شعبنا في قطاع غزة".