تشهد قرية أم الخير في بلدة مسافر يطا جنوبي الخليل، حالة من الغضب والتوتر منذ عدة أيام، بعد مقتل ابن القرية الناشط الفلسطيني عودة محمد الهذالين، حيث أُطلق عليه النار خلال اقتحام مستوطنين لأراضٍ خاصة باستخدام جرافة، من بينهم مستوطن يُدعى يينون ليفي، المتهم بإطلاق النار عليه.
ويحتجز الجيش الإسرائيلي جثمان الهذالين، ويشترط دفنه بقيود مشددة، تشمل تنفيذ الدفن خارج البلدة أو داخل الخليل ليلاً بحضور عدد محدود من المشيعين لا يتجاوز 15 شخصاً، الأمر الذي رفضته العائلة وأصرّت على إجراء جنازة لائقة في مسقط رأسه.
في حديث خاص لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، كشف خليل الهذالين، شقيق عودة، أنه حتى اللحظة لم يتم تسليم الجثمان، رغم مرور ثمانية أيام على مقتله.
وقال: "وضعوا شروطاً غير مقبولة دفعتنا لرفض استلام الجثمان، حيث يشترطون الدفن خارج القرية أو في ساعة متأخرة من الليل وبحضور محدود للغاية".
وأكد خليل أن جثة شقيقه لا تزال محتجزة دون وجود أي سبب قانوني يمنع التسليم، خصوصاً وأن التحقيقات والتشريح انتهيا منذ اليوم الثالث من الوفاة.
الإفراج عن المتهم بقتل الهذالين
وأشار إلى أن المستوطن المتهم بإطلاق النار يعيش حياته بحرية، حيث تم الإفراج عنه من الحبس المنزلي وعاد إلى منزله بعد ساعات قليلة من الحادثة، وعلق قائلاً: "الحاكم الجلاد نفسه أصبح يلعب دور الضحية".
وأضاف أن الملف أُحيل إلى الحاكم العسكري إلى الآن، ولا توجد أي مبررات لتأخير التسليم، مطالباً بإعادة الجثمان سريعاً دون مزيد من المعاناة للعائلة.
نساء القرية يضربن عن الطعام والشراب
وحول الأوضاع في القرية، أوضح الهذالين أن الاعتداءات مستمرة بحق الأهالي، حيث اعتقلت قوات الجيش عدداً من الشباب قبل يومين، كما تخوض نساء القرية إضراباً مفتوحاً عن الطعام والشراب منذ أربعة أيام احتجاجاً على استمرارية احتجاز الجثمان، ووصف أوضاعهم الصحية بأنها "صعبة جداً".
وأشار إلى أن المنطقة لا تحظى بأي حماية فعلية، فيما يتواجد الجيش بشكل متكرر، ما يجعل السكان عرضة للاعتداءات على مدار الساعة، قائلاً: "الحماية الوحيدة من الله ونحن صامدون رغم كل الظروف".
واختتم حديثه بالتأكيد على رفض العائلة لكل الشروط الإسرائيلية المتعلقة بتسليم الجثمان، مؤكداً استمرار متابعتهم القانونية بمساعدة محامين أبرزهم تامير بلانك، حيث تم تقديم التماس للمحكمة العليا الإسرائيلية، رغم غياب الآمال الكبيرة في حصولهم على حقهم في ظل استمرار النهج الإسرائيلي في التعامل مع قضايا الشهداء الفلسطينيين.
