انتقد د. نهاد علي، رئيس قسم التعددية الحضارية بكلية الجليل الغربي وجامعة حيفا، ورئيس قسم المجتمع العربي بمؤسسة "صموئيل نئمان" في معهد "التخنيون"، الأوضاع الحالية في المجتمع الإسرائيلي، واصفًا الحالة التي يعيشها بأنها "تدجين حقيقي".
وأكد د.نهاد، أن ما يعيشه المجتمع اليوم هو "تدجين" وليس تهجينًا، مشيرًا إلى أن عملية التهجين تتطلب أبا وأم، في حين أن ما يحدث هو دعس على ثقافات ومكونات المجتمع.
وأضاف أن هذه الظاهرة لا تقتصر على المجتمع العربي فقط، بل تشمل المجتمع الإسرائيلي بكامله.
تشديد الخوف والرقابة الذاتية في المجتمع العربي
أوضح د. علي أن المجتمع العربي في إسرائيل يعاني من ظاهرة "الرقابة الذاتية" التي تطورها تحت وطأة الخوف من التداعيات الاجتماعية والسياسية، مثل الطرد من العمل أو الاعتقال.
وأشار إلى أن هذا الخوف غير الطبيعي يُلزم الأفراد بمنع أنفسهم من التعبير عن آرائهم بحرية، ما يجعل المجتمع يعيش في حالة من القهر والضغط.
ظاهرة "الببي يزم" وتأثيرها المدمر
وصف د. علي ظاهرة "الببي يزم"، وهو مصطلح يشير إلى الفترة الحكم الطويلة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمعروف بـ "بيبي"، بأنها من أكثر الظواهر الاجتماعية فتكا بالمجتمع الإسرائيلي، حيث تقضي على الرموز والمقدسات وتحول الجميع إلى قطيع متجانس لا يسمح بأي رأي مخالف.
وبيّن أن هذه الظاهرة ظهرت بقوة بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، حيث استُخدمت أدوات عدة لتعزيز مواقف عدائية تجاه المجتمع العربي وتطويق الأصوات الحرة.
تحولات في المجتمع الإسرائيلي وتأثيرها على العرب
كما أكد د. علي أن تطورات المجتمع الإسرائيلي ذات تأثير مباشر على المجتمع العربي، حيث بدأ المجتمع اليهودي بحركات احتجاجية تتعلق بقضية المختطفين، مما أعطى زخماً لظهور مطالب كسر الحواجز بين المكونات.
وأشار كذلك إلى أن الخطاب الرسمي الإسرائيلي عزز من حالة التخوّف تجاه العرب، من خلال توصيفهم كمعادين وتهديد محتمل، خاصة على لسان رئيس الحكومة.
في الختام، أشار د. علي إلى أن الأوضاع تكشف عن حاجة ماسة لكسر جدار الخوف والرقابة الذاتية داخل المجتمع العربي، مشددًا على أهمية الحوار المفتوح والصريح لمواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه المجتمعين معًا.