في ظل استمرار القصف والاشتباكات، تواصلت موجة الانفجارات العنيفة التي هزت محافظات قطاع غزة لعدة أيام متتالية.
ووفقًا للصحفي عماد أبو شاويش من غزة، الذي وصف المشهد في خان يونس ورفح وغيرها من المناطق بالمروع، وقال في مداخلة لبرنامج "أول خبر" إن الانفجارات تتفاوت بين صواريخ ارتجاجية تفجيرية تنفذها طائرات الجيش الإسرائيلي، وقصف مدفعي مباشر يستهدف المباني المختلفة، بما في ذلك أحياء الزيتون والشجاعية شرق مدينة غزة وما تبقى من خان يونس.
أبو شاويش أكد أن حجم التدمير هائل، لأن الانفجارات تحدث في مناطق تضم مبانٍ فارغة نتيجة النزوح الكبير للسكان، أو ربما تمهيدًا لعمليات عسكرية برية إسرائيلية محتملة.
وذكر أن وحدات الهندسة التابعة للجيش الإسرائيلي تقوم بعمليات تفجير تخلق ارتجاجات تهز المباني على بعد عشرات الكيلومترات، وتصاحبها مجازر وهجمات تهدف إلى تدمير المناطق بشكل كامل.
كما أشار إلى أن هذه العمليات تختلف عن عمليات التمركز العسكري، حيث يفضل الجيش عدم تدمير مناطق احتلاله في البداية.
ورغم القتال العنيف، أعرب أبو شاويش عن تفاؤله بإمكانية توقف الهجمات، لا سيما مع زيارة وفد حركة حماس إلى القاهرة للتفاوض على إنهاء الحرب، خاصة أن ما تبقى من سكان شمال غزة ووسطها محاصرون في مساحة ضيقة جدًا لا تتجاوز ربع مساحة المدينة، ويقدر عددهم من مليون إلى مليون ومئتي ألف نسمة.
وعن الوضع الإنساني، وصف أبو شاويش الوضع في القطاع بأنه مأساوي، حيث يعاني آلاف النازحين من نقص حاد في الإمدادات الأساسية، وترتفع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير مما أجبر الناس على شراء احتياجاتهم من السوق السوداء.
كما كشف أنه لم تصل أي مساعدات رسمية من الأمم المتحدة أو أي منظمة دولية حتى الوقت الراهن بسبب منع إسرائيل دخول سيارات وتسهيلات للمساعدات.
وأوضح أن أكثر ما يثير القلق هو تعرض المساعدات للنهب أو الاستيلاء، وهو ما يجعل الغزيين يعتمدون على مواردهم الذاتية في الحصول على الغذاء والدواء، في ظل حصار خانق ودمار هائل للبنية التحتية.
كما أشار إلى أن نصف الضحايا والإصابات اليومية نتيجة القصف هم من الأشخاص الذين يحاولون الحصول على المساعدات لتعويض ما فقدوه.
تأتي هذه التطورات الخانقة بينما تستمر القوات الإسرائيلية في تنفيذ عمليات عسكرية مكثفة للسيطرة على مناطق استراتيجية في القطاع، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف التصعيد وتأمين دخول المساعدات الإنسانية لتخفيف المعاناة المتفاقمة للسكان المدنيين.