تشهد الساحة السياسية والأمنية في قطاع غزة تطورات متسارعة، وسط إشارات متناقضة بين مرونة فلسطينية متزايدة وتشدد إسرائيلي غير مسبوق، ولأول مرة منذ أشهر، تبرز بوادر حقيقية لإعادة إحياء المسار التفاوضي، بعد حالة من الجمود عطّلت جهود الوساطة الإقليمية والدولية.
وتأتي هذه التحركات في ظل مقترح أميركي جديد، حمل بصمة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، وسُرّب عبر صحيفة "إسرائيل هيوم"، متضمناً إمكانية التوصل إلى اتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار في القطاع، يشمل ترتيبات أمنية وإنسانية جديدة.
مرونة فلسطينية: تراجع عن بعض المطالب السابقة
بحسب مصادر مطلعة، أبدت حركة حماس استعداداً لإبداء قدر من المرونة في المفاوضات، متراجعة عن بعض المطالب التي كانت تعيق التقدم في الجولات السابقة، ويُنظر إلى هذا التحول على أنه محاولة لفتح نافذة تفاهم جديدة، في ظل الضغوط الإنسانية المتزايدة داخل القطاع، والرغبة في تجنب مزيد من التصعيد.
وقد أشار أحد المسؤولين في الوساطة الإقليمية إلى أن "الخطاب الفلسطيني بات أكثر واقعية، وهناك استعداد لمناقشة حلول مرحلية، شرط أن تكون متوازنة وتحترم الحقوق الأساسية للسكان."
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تشدد إسرائيلي: سقف مطالب مرتفع
في المقابل، رفعت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو سقف مطالبها إلى الحد الأقصى، مؤكدة رفضها لأي تسوية جزئية، وتشترط تل أبيب إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، ونزع سلاح حركة حماس بالكامل، وهو ما تعتبره أساساً لأي اتفاق مستقبلي.
وتأتي هذه المواقف وسط ضغوط شعبية داخل إسرائيل، تطالب بحسم الملف الأمني، إلى جانب ضغوط دولية متنامية تدعو إلى وقف التصعيد وتوفير ممرات إنسانية آمنة.
بيان دولي: فرصة يجب ألا تُهدر
وفي تعليق على المقترح الأميركي، قال مسؤول في الأمم المتحدة: "إن أي فرصة لوقف إطلاق النار يجب أن تُستثمر بشكل عاجل، فالوضع الإنساني في غزة لا يحتمل مزيداً من التأخير، والمجتمع الدولي مطالب بدعم أي مسار تفاوضي يفضي إلى تهدئة مستدامة."
طالع أيضًا:
بدء تحرك القافلة السادسة عشرة من المساعدات الإنسانية من مصر إلى قطاع غزة