أكد الدكتور حسين الديك، المحاضر في العلوم السياسية والمتخصص بالشأن الأمريكي، على أهمية المركزي والمحوري للولايات المتحدة الأمريكية في السياسة العالمية، مؤكدًا أن واشنطن تتخذ زمام المبادرة في التعامل مع الأزمات الدولية وتوظفها لخدمة مصالحها.
وأشار في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، إلى الحراك الدبلوماسي الأوروبي الأخير في واشنطن، معتبرًا أنه قد يمهد لاتفاق جديد في الملف الأوكراني-الروسي، المستمر منذ 2022.
وأضاف أن هناك بوادر تفاؤل حذر بشأن لقاء محتمل بين بوتين وزيلينسكي، بالرغم من أن موسكو لم تؤكد ذلك قطعيًا.
وأوضح أن زيلينسكي أعرب عن استعداده للقاء بوتين وكذلك الرئيس الأمريكي ترامب، بمشاركة أوروبا وحلف الناتو، لمناقشة ضمانات أمنية من شأنها أن تغير قواعد اللعبة.
ونوّه إلى أن هذه الضمانات تشبه الاتفاقات الدفاعية التي تفرض على الدول الكبرى تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا.
الدعم الأوروبي وإعادة ترسيخ القوة العسكرية
وأشار الديك إلى أن الدعم الأوروبي لأوكرانيا يُنظر إليه كدفاع عن أوروبا نفسها في مواجهة روسيا، وأن الوصول إلى مقترحات مثل التخلي الأوكراني عن القرم وتراجع روسيا عن المقاطعات الأربع يمثل اختراقًا مهمًا، لكن روسيا تبقى المستفيد الأكبر من هذه المعادلة.
وأكد أن روسيا أرسلت برسالة قوية إلى الأوروبيين تؤكد استمرار قوتها وقدرتها على التأثير، وأن الولايات المتحدة قد تتخلى عن أوروبا في لحظة ما، وهو ما بدأ يظهر جليًا في تعامل ترامب، الذي لا يعتبر أوروبا حليفًا بل خصمًا في بعض الأحيان.
وأوضح الديك أن هذا الصراع يعيد النظر في استراتيجية أوروبا العسكرية والاقتصادية، حيث تواجه الدول الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تحديات في تعزيز قدراتها الدفاعية.
ويرى "الديك" أن إعادة ترسيخ القوة العسكرية في أوروبا أمر حتمي.
في ختام حديثه، اعتبر :الديك" أن الوسيط الذي يحاول التوسط بين أوكرانيا وروسيا وأوروبا لم ينجح حتى الآن، مشيرًا إلى تغير مواقف سياسية دولية مع وصول ترامب للبيت الأبيض، ووجود مصالح ومقايضات مع إدارة نتنياهو التي توجه السياسة الإسرائيلية.