أكد الدكتور محجوب الزويري، أستاذ سياسة الشرق الأوسط المعاصر في جامعة قطر، أن الوساطة القطرية في الأزمة الحالية بين محاولة تخفيف معاناة غزة وانهاء الحرب، ومواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل، تواجه تحديات كبيرة،
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج"أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن هذه الحرب ليست إسرائيلية فقط بل أمريكية أيضًا، وقال إن ما يجري في غزة يتم بإضاءة خضراء من الولايات المتحدة، مما يزيد من تعقيد واستمرارية الصراع ويضيق مساحة المناورة للوسطاء.
وأشار "الزويري" إلى تعاظم الضغوط الدولية وعزلة إسرائيل المتزايدة في الرأي العام الغربي، مؤكداً ظهور تيارات جديدة داخل الولايات المتحدة وأوروبا تشكك بدعم إسرائيل، حتى ضمن التيارات المتطرفة سابقًا.
كما لفت النظر إلى أن السياسية الخارجية الأمريكية مرتبطة بقضايا داخلية مثل ارتفاع أسعار الوقود والضرائب والخدمات الصحية، مما يجعل اهتمام الأمريكي العادي دون مستوى تعقيد السياسة الخارجية.
د. محجوب الزويري: الولايات المتحدة في 2025 تختلف عن السابق
وأوضح الزويري أن الولايات المتحدة اليوم في 2025 تختلف تمامًا عن ما كانت عليه في العقود السابقة، مع تراجع قدرتها الاقتصادية والسياسية، مضيفًا: "إدارة ترامب تعاني من فشل واضح واضطرابات داخلية، مع تعهدات لم تنفذ في الملف الأوكراني، وتصريحاتها أنانية وتتسم بعدم الكفاءة".
ونوّه الزويري إلى تحركات الرئيس الأمريكي في الخليج، التي شملت تلقي تريليونات الدولارات، لكنه تساءل عن جدوى هذه الأموال كأداة ضغط على الإدارة الأمريكية في ملف فلسطين، مشيرًا إلى أن "بعض دول الخليج تركز على مواجهة الإسلام السياسي وحماس، وليس على إيقاف إسرائيل، ما يضعف فرص الضغط على واشنطن".
د. محجوب الزويري: الاعتراف بالدولة الفلسطينية "إنجاز رمزي"
وفيما يتعلق بفكرة إقامة دولة فلسطينية، قال الزويري إن الاعتراف بدولة فلسطين من قبل 162 دولة هو إنجاز رمزي مهم، إلا أنه لا يلغي حقيقة استمرار إسرائيل في تقليص الأراضي الفلسطينية. وأكد أن هذا الاعتراف يشكل بداية لتأسيس دولة مستقبلية للجيل القادم رغم الصعوبات الحالية.
وأضاف أن المشهد الحالي لا يخلو من تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، حيث يتم تحميل حماس مسؤولية الأوضاع بصرف النظر عن حقوق 2.3 مليون فلسطيني في غزة، في إطار معادلة مكررة تحرم الفلسطينيين من صوتهم وحقوقهم.
وحذر "الزويري" من أن بعض دول العالم تسعى من خلف الكواليس إلى "محو غزة مع حماس"، معتبراً أن هذه الرغبة تقود إلى استمرار الصراع وعدم التوصل إلى حلول حقيقية، داعياً إلى إدراك أن الفلسطينيين أصحاب الأرض والحقوق والحق في الصمود.