اعتبر الدكتور سليم بريك، المحلل السياسي، أن إعلان رئيس حزب أزرق–أبيض بيني غانتس عرضه الانضمام المؤقت إلى حكومة نتنياهو يندرج ضمن محاولاته لإنقاذ منصبه السياسي وسط ضعف شعبي متزايد.
وأشار بريك، في مداخلة هاتفية عبر برنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، إلى أن غانتس فقد تأثيره السياسي بعدما هبطت نسبة تأييده إلى أقل من 2%، حيث كان الحزب في السابق يمتلك دعمًا أكبر لكنه بات يماثل سيارات متوقفة لا تتحرك سياسيًا.
وشرح "بريك" أن السياسي المؤثر يجب أن يمتلك برنامجًا واضحًا وجمهورًا مهتمًا وقوة سياسية فعلية، وهو ما فقده غانتس عمليًا، مؤكداً أن مبادرة الأخير ليست مبادرة وطنية بقدر ما هي محاولة لإثبات نفسه ضد سياسيين آخرين مثل يائير لبيد ويائير جولان، خاصة بعد موجة انتقادات توجه لهم من جانب غانتس ووصفهم بيساريين متطرفين.
ولفت إلى رفض أفيغدور ليبرمان، السياسي المتمرس والمتعامل القديم مع نتنياهو، للمبادرة التي يقدمها غانتس، معتبراً أن ذلك يمثل صفعة قوية له ولخطة توسيع الحكومة.
كما وصف الموقف السياسي لغانتس بالمثير للشفقة، خاصة مع تراجع تحالفه مع الجنرال السابق غادي إيزنكوت، الذي كان يعتبر دعامة أساسية له، إضافة إلى خلافات مع يائير جولان الذي طالب بالحصول على مناصب في الحكومة مهدداً بالتراجع عن دعمه.
السيناريو الوحيد لسقوط الحكومة
ورأى بريك أن هدف غانتس من الدخول لحكومة نتنياهو هو دفع صفقة تبادل الأسرى وتمرير قانون تجنيد الحريديم، لكنه اعتبر أن مصلحة إسرائيل تكمن في إسقاط هذه الحكومة بدلاً من تقويتها، معتبراً أن السيناريو الوحيد الممكن لسقوطها هو من خلال رفض الحريديم أو انسحابهم بسبب قانون التجنيد.
وأكد أن غانتس قد يرضى بالانضمام لحكومة مؤقتة لمدة سنة ونصف، لكنه أشار إلى أن نتنياهو قد يخطط للبقاء في الحكم لفترة أطول عبر مناورة انتخابات مستقبلية.
وذكر بريك أن غانتس لم يقدم لنتنياهو أية مكاسب حقيقية سوى وعود واستبدال عدد محدود من النواب، وهو ما يعكس عدم فهمه العميق في السياسة كما عبر عن ذلك من خلال مقارنة بمستشاري نتنياهو الذين يعملون بطريقة احترافية متقنة.
وأضاف: "تصريحات غانتس الأخيرة وظهوره الإعلامي لم تحسن من وضعه، بل عززت صورته كشخصية سياسية فاقدة للتأثير والأهمية الحالية، وأعتقد أنه كان من الأفضل له أن يستقبل للحفاظ على كرامته السياسية بدلاً من الاستمرار في موقفه الحالي".
د. سليم بريك: تصريحات ترامب تعقد الأوضاع في المنطقة
واستعرض "بريك" تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تدعو إسرائيل لقصف غزة والقضاء على حماس، معبراً عن القلق الشديد من هذه التصريحات التي تستند إلى معلومات استخباراتية غير معروفة، مؤكداً أن مثل هذه التصريحات قد تعقد الأوضاع السياسية والإنسانية أكثر في المنطقة.
حول احتمال بدء عملية عسكرية واسعة خلال الأيام المقبلة، توقع بريك أن تكون العملية أقل حدة مما تم الإعلان عنه، مع التنسيق بين الحكومة ورئيس الأركان، حيث بدأت عمليات هجومية محدودة كنوع من الضغط التدريجي لإرغام حماس على الاستسلام.
وأكد أن الحرب ستستمر على مراحل، وربما تبدأ العملية سبتمبر تزامناً مع اعترافات دبلوماسية محتملة بفلسطين، مما يزيد الضغط الدولي على الحكومة الإسرائيلية.
