أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، عن ارتقاء المعتقل الجريح مصعب عبد المنعم العيدة (20 عاماً) من مدينة الخليل، وذلك بعد أيام من إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي في منطقة تل الرميدة، واحتجازه لاحقاً داخل مستشفى "شعاري تصيدق".
إصابة واعتقال رغم الحالة الحرجة
وقعت الحادثة يوم الخميس الموافق 21 أغسطس، حين أطلقت القوات الإسرائيلية النار على الشاب العيدة في محيط تل الرميدة، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة في منطقة البطن والصدر، ورغم حالته الصحية الحرجة، تم اعتقاله ونقله إلى المستشفى تحت الحراسة، حيث خضع لجلسة تمديد اعتقال في محكمة "عوفر" العسكرية، قبل أن يُعلن عن وفاته لاحقاً.
مؤسسات الأسرى: جريمة مكتملة الأركان
في بيان مشترك، اعتبرت هيئة الأسرى ونادي الأسير أن ما جرى مع العيدة يُعد "جريمة إعدام ميداني"، مشيرين إلى أن هذه الحادثة تندرج ضمن سلسلة من الانتهاكات التي تستهدف المعتقلين الفلسطينيين، خاصة الجرحى منهم.
وأضاف البيان: "استشهاد العيدة يُضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات التي تمارسها السلطات الإسرائيلية بحق الأسرى، والتي تشمل التعذيب، الإهمال الطبي، والاحتجاز في ظروف غير إنسانية".
أرقام مقلقة: تصاعد في أعداد الشهداء داخل السجون
وفقاً للبيانات الرسمية، فإن عدد الشهداء من الأسرى والمعتقلين منذ بداية التصعيد الأخير بلغ 77 شهيداً، فيما بلغ عدد الشهداء الموثقة هوياتهم منذ عام 1967 حتى اليوم 314 شهيداً، كما تحتجز السلطات الإسرائيلية جثامين 85 شهيداً، بينهم 74 منذ بدء التصعيد الأخير.
دعوات للمساءلة الدولية
طالبت المؤسسات الحقوقية المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، داعية إلى إنهاء حالة "الحصانة غير المبررة" التي تتمتع بها السلطات الإسرائيلية أمام القانون الدولي، كما شددت على ضرورة إعادة الاعتبار للمنظومة الحقوقية العالمية، التي باتت عاجزة عن حماية الأسرى الفلسطينيين في ظل تصاعد الانتهاكات.
قضية الأسرى في قلب المعاناة
رحيل مصعب العيدة يسلّط الضوء مجدداً على واقع الأسرى الفلسطينيين، الذين يواجهون ظروفاً قاسية داخل السجون، وسط غياب الرقابة الدولية الفاعلة، وبينما تتواصل المطالبات بإنهاء هذه الانتهاكات، يبقى صوت الأسرى شاهداً على معاناة لا تنتهي.
طالع أيضًا: