قال جلال زعبي صاحب منتزه كفر مصر إن آليات الهدم التابعة لسلطة التنفيذ، ترافقها قوات كبيرة من الشرطة، اقتحمت القرية فجر اليوم وهدمت منتزه البلد للمرة الثانية خلال شهر واحد.
وجاء هدم المنتزه رغم حصوله على ترخيص من لجنة التنظيم والبناء المحلية، التي صادقت على المشروع بعد توجه من المجلس الإقليمي باعتباره مشروعًا خاصاً بالبلدة.
وأشار جلال، في مداخلة ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، إلى أن الهدم الأول نُفذ بتاريخ 28 يوليو، وجاء قبل أسبوع ونصف من موعد جلسة لجنة البناء المحلية التي كانت مقررة في 11 أغسطس، والتي وافقت على ترخيص المنتزه، إلا أن سلطات الهدم تجاهلت هذه الجلسة وشرعت مجددًا بهدم المنتزه فجرًا دون سابق إنذار.
وأوضح أن المنتزه الذي يُهدم هو مكان مهم لأهالي القرية والقرى المجاورة، حيث كان بحالته الأولى يستضيف الأعراس والمناسبات، وقام شبان من القرية فور الهدم الأول بترميم المنتزه وإعادته للمستخدمين دون تفعيله لانتظار الإجراءات القانونية.
وأكد أن اللافت في الهدم الثاني هو حجم التخريب الذي طال الأشجار والورود وحتى الأعمدة الكهربائية، معتبراً أن هذه الأعمال تتجاوز الهدم لتصل إلى انتقام واضح.
وأضاف أن اقتلاع الأشجار القديمة مخالف للقانون الذي يمنع قطع الأشجار دون ترخيص.
ولم يكن صاحب المنتزه على علم مسبق بعملية الهدم الحالية، ولم يتقدم بطلب لتجميد القرار القضائي بعد حصوله على الترخيص المحلي، معربًا عن استغرابه من تصرفات السلطات التي وصفها بـ"غير المعقولة".
وبحسب جلال فإن الأرض التي أقيم عليها المنتزه تملكها عائلته بشكل كامل ولا توجد أية مشكلات قانونية على الملكية، وأشار إلى أن سبب الهدم المعلن يتعلق بشكاوى بخصوص "الضجيج"، نتيجة إقامة مناسبات وأعراس داخل المنتزه.
كما أكد جلال أن محاولاتهم للتواصل مع الجهات المسؤولة، ومنها الكيبوتس المجاورة كجهة شكاوى، باءت بالفشل، وأن الشرطة المشاركة في عمليات الهدم أظهرت تراجعًا في معالجتها للمشكلة.
وقال جلال "هذه العملية ليست مجرد هدم، بل شغل انتقامي واضح يؤدي لإلحاق ألم بالغ لأهل القرية، خصوصًا أن الضرر المادي والنفسي شديد، ويترك أثرًا سلبياً كبيراً على المجتمع المحلي".
وأضاف أن العائلات التي كانت تخطط لإقامة أعراس ومناسبات في المنتزه بعد الهدم الأول اضطرت لتأجيلها أو نقلها إلى أماكن أخرى بسبب الخوف من تكرار الهدم.
وتمنى جلال أن يتحرك المسؤولون لأن الحفاظ على هذا المنتزه يشكل ضرورة حياتية لأهالي كفر مصر والمناطق المجاورة، مؤكداً انتظارهم لجلسة لجنة التنظيم والبناء المركزية التي من المتوقع عقدها الشهر القادم، لبحث الملف بشكل نهائي.
وأضاف خاتما حديثه: "نحن نطالب بحقنا في العيش بكرامة، والحفاظ على ما يوفر لأهلنا مكانًا مناسبًا للاجتماع والبهجة بعيداً عن الانتقام والهدم العشوائي".
