أكد النائب السابق من الجبهة والعربية للتغيير، يوسف العطاونة، أن الطلاب في النقب يشكلون جزءًا أساسيًا من جهاز التربية والتعليم في المجتمع العربي.
وأشار إلى أن العام الدراسي الحالي يشهد تحديات غير مسبوقة بسبب تطورات الحالة الأمنية المستمرة، وارتفاع موجة العنف والجريمة في المجتمع العربي، وبالتحديد في النقب.
وذكر العطاونة في حديثه لبرنامج "أول خبر" أن من أكبر التحديات التي تواجه التعليم في النقب هي واقع القرى غير المعترف بها، التي تعاني من هدم البيوت وتأثيره الكبير على الطلاب والجهاز التربوي، إضافة إلى نقص البنى التحتية كغرف التدريس الملائمة، مشددًا على أن الطلاب في هذه القرى يتم استخدامهم كرهائن من قبل المؤسسة الحكومية التي تحاول الضغط على السكان من خلال هذه السياسات.
ولفت إلى أن الحرب المستمرة كانت لها تداعيات خطيرة في السنوات الماضية على جهاز التربية والتعليم، خصوصًا فيما يتعلق بتوفير ملجأ آمن وحماية نفسية للطلاب في ظل استمرار الحرب، مشيرًا إلى أن جهاز التربية والتعليم في النقب غير مستعد بشكل كافٍ لمواجهة هذه التحديات الأمنية والنفسية.
وشدد العطاونة على دور المجتمع وأولياء الأمور بالإضافة إلى الكوادر التعليمية في مواجهة هذه التحديات، داعيًا لجان الآباء للقيام بدور فاعل في تحصيل الحقوق وتحسين ظروف التعليم.
وأوضح أن مؤسسات المجتمع المدني تعمل على تقديم دعم نفسي للطلاب، لكنها بمفردها لا تستطيع معالجة حجم المشكلة الكبيرة الناتجة عن الهدم والتهجير المتكرر في العديد من القرى غير المعترف بها والنقص في الاعتراف الرسمي الذي يزيد الوضع تعقيدًا.
وأشار إلى الأثر النفسي الكبير الذي يتركه هدم البيوت على الطلاب الذين يعودون إلى منازلهم ليجدوا دمارها، وهو أمر يؤثر على تحصيلهم الدراسي وحالتهم النفسية بشكل عميق، خاصةً مع غياب السلطات المحلية وعدم وجود حماية حقيقية لهم.
وفيما يخص نقص الكوادر المهنية في الجهاز التعليمي قال العطاونة إن النقب لا يعاني بشكل عام من نقص في عدد المعلمين، لكن هناك نقص ملحوظ في تخصصات معينة مثل اللغة الإنجليزية، والعلوم، والرياضيات في المستويات المتقدمة، بالإضافة إلى نقص حاد في الكوادر المهنية المساندة مثل المرشدين النفسيين والاستشاريين.
كما نفى وجود ظاهرة كبيرة لانتقال الطلاب العرب في النقب للمدارس اليهودية، مؤكدًا أن محدودية وسائل المواصلات وصعوبة التنقل في القرى تشكل حاجزًا أمام ذلك، لافتًا إلى أن الإجراءات السياسية والتحريض ضد المجتمع العربي تزيد من هذه الصعوبات، خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر والظروف الأمنية المتوترة.