تعيش بلدة عرابة حالة من الاحتقان والقلق بعد إعلان زيادة بنسبة 20% على رسوم الحضانات، ما أدى إلى إعلان إضراب من قبل نحو 280 عائلة رفضًا للقرار الذي اعتبره الأهالي عبئًا مالياً كبيرًا يفوق قدراتهم الاقتصادية ويهدد استقرار الأسر، خصوصًا الأمهات العاملات.
من جانبها، قالت روان كعبية غيث، والدة من عرابة وناشطة في لجنة أولياء أمور طلاب الحضانات، إن الرسوم الشهرية ارتفعت من 1600 إلى 1950 شيكل، مشيرة إلى أن هذا الارتفاع الكبير يزيد التكلفة على الأهل بشكل كبير، حيث تصل تكلفة العام الدراسي لأطفالها فقط إلى ما يقارب 48 ألف شيكل في العام.
وأضافت في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن الحضانات في عرابة تستقبل أطفالًا من عمر صفر إلى ثلاث سنوات، وهي تحت إشراف وزارة التربية والتعليم ووزارة الرفاه الاجتماعي، وترى أنه كان المفترض أن تكون مدعومة بشكل يتيح للأمهات العاملات ترك أولادهن في بيئة آمنة دون تحمل أعباء كبيرة.
وأوضحت أن الرسوم في عرابة تتفاوت وفقاً لدرجة الغنى والفقر التي تحددها البلدية، حيث تدفع بعض العائلات في مناطق أخرى بالمبلغ نفسه أو أعلى، لكن التفاوت في جودة الخدمات والمرافق يجعل أعباء الرسوم أكبر بالنسبة لأهالي عرابة، -على حد قولها-.
وتابعت: "الأهالي عرضوا على البلدية إمكانية رفع الرسوم تدريجياً، عبر زيادات سنوية متواضعة بدلاً من زيادة مفاجئة بـ350 شيكل شهريًا، وهو ما قوبل بالرفض، مما دفع نحو 280 عائلة إلى الإضراب والمطالبة بإعادة النظر في القرار".
وفي جلسة مع رئيس البلدية ومدير قسم المعارف، برر المسؤولون وجود عجز مالي متراكم بسبب إدارات سابقة وتشغيل حضانات أكثر مما يلزم، لكن الأهالي اعتبروا ذلك ذريعة لا يجب أن يدفعوا ثمنها هم وحدهم.
روان أكدت أن الزيادة في الرسوم تؤثر على قدرة الأمهات الموظفات على الاستمرار في العمل، حيث تضطر بعضهن للاستقالة بسبب عدم قدرتها على تحمل أعباء الحضانة، بينما يلجأ آخرون إلى حضانات خارج البلدة أو إلى حضانات خاصة أقل جودة وأرخص تكلفة.
وأشارت إلى وجود حضانات خاصة في عرابة لم ترفع رسومها بعد، لكنها تعاني من الاكتظاظ، بينما تحاول البلدية والمحافظ التوصل إلى حلول وسطية لسداد العجز المالي، بينما ما زال الملف محل نقاش وجلسات قادمة للتوصل إلى قرار نهائي.
واختتمت حديثها قائلة: "نحن كشباب وأهل عرابة نريد أن تُراعى ظروفنا الاقتصادية، وأن يكون الدعم كافيًا لتخفيف العبء بدلًا من زيادة الرسوم علينا ونحن نكافح من أجل توفير حياة كريمة لأطفالنا".