شنت القوات الإسرائيلية، فجر اليوم الخميس، حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مدن وبلدات الضفة الغربية، تزامنًا مع تصريحات لوزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، هدد فيها بشن عملية عسكرية موسعة في حال اندلاع انتفاضة جديدة.
ووفقًا لنادي الأسير الفلسطيني، فقد شملت الحملة مدن جنين ونابلس والخليل، إضافة إلى بلدات مثل سلواد وسعير وبيت تعمر وبيتا، حيث نُفذت عمليات دهم وتحقيق ميداني واعتقالات طالت عشرات المواطنين.
تفجير منازل واعتقال قيادات محلية
في نابلس، اعتُقل عدد من الشبان بعد اقتحام منازلهم، من بينهم نزار منى، ومصعب الشيخ عمر، ويزن الطنبور الذي تعرض للضرب، وأحمد الشقيرات.
كما فجرت القوات منزلاً في شارع القدس قبل انسحابها. وفي بلدة الشيوخ شمال شرق الخليل، تم اعتقال مراد ووائل حلايقة بعد تدمير منزليهما.
وشملت الاعتقالات أيضًا أمين سر حركة فتح في سلفيت، عبد الستار عواد، بعد اقتحام منزله. وفي حادثة أخرى، احتُجزت محافظ رام الله والبيرة، ليلى غنام، عند حاجز عطارة، حيث تم توقيفها وتفتيش مركبتها قبل الإفراج عنها لاحقًا.
تحذيرات منظمات دولية: خطر التهجير الجماعي
في سياق متصل، أصدرت منظمة "أطباء بلا حدود" بيانًا حذّرت فيه من تصاعد عمليات التهجير القسري في الضفة الغربية، معتبرة أن السياسات والممارسات الحالية تهدف إلى طرد السكان الفلسطينيين ومنع عودتهم، ما يرفع خطر "التطهير العرقي" بشكل غير مسبوق.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وأشارت المنظمة إلى أن العملية العسكرية المستمرة منذ مطلع العام، تحت اسم "الجدار الحديدي"، تسببت بتهجير نحو 40 ألف شخص، وتدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك مدارس ومراكز صحية.
قيود على الحركة وهجمات على مصادر المياه
المنظمة وثّقت إقامة 36 حاجزًا جديدًا بين ديسمبر 2024 وفبراير 2025، وارتفاع عدد الحواجز المؤقتة إلى 370، ما أدى إلى تعطيل وصول الفلسطينيين إلى المستشفيات والمدارس وأماكن العمل.
كما أشارت إلى انخفاض بنسبة 50% في إمدادات المياه بمحافظة الخليل، نتيجة قطع الأنابيب من قبل المستوطنين، ما أثر على نحو 800 ألف شخص، بينهم نصف سكان قرى جنوب جبل الخليل.
شهادات ميدانية: "الهدم كان الأشرس"
ونقلت المنظمة عن وردة، وهي من سكان الخليل، قولها: "ليست هذه أول عملية هدم، لكنها كانت الأشرس. طلبنا أن نُخرج ممتلكاتنا قبل الهدم، لكنهم رفضوا، وأخرجوا أغراضنا ثم دمروها بالجرافة".
كما أظهرت نتائج تقييم نفسي أجرته المنظمة أن الأسر التي تعرض أحد أفرادها للعنف كانت أكثر عرضة بمرتين ونصف للضائقة النفسية الشديدة.
دعوات دولية لوقف الانتهاكات
في ختام بيانها، دعت "أطباء بلا حدود" الدول ذات العلاقات الوثيقة مع إسرائيل، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى ممارسة ضغوط جدية لوقف الانتهاكات وضمان إنهاء السياسات التي تهدد مستقبل الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأكدت أن ما يجري يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويستدعي تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي.
طالع أيضًا:
تطورات الضفة الغربية|ارتقاء شاب برصاص الجيش في نابلس وهدم منازل بالخضر