داهمت قوة من الشرطة الإسرائيلية مكتبة فلسطينية في القدس، مصادرة عدداً كبيراً من الكتب التي تتحدث عن التراث الفلسطيني، بما في ذلك كتب باللغات الإنجليزية والفرنسية تتناول القصة الفلسطينية والمطبخ الفلسطيني.
وتم احتجاز صاحب المكتبة، السيد سابر أنسابيلا، للتحقيق في مركز "القشلة"، رغم عدم وجود قرار قانوني بالتفتيش أو الاعتقال.
وأوضح المحامي ناصر عودة، في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" أن الشرطة لم تملك حتى التراخيص القانونية لمصادرة الكتب أو التحقيق مع صاحب المكتبة، لكنها استندت إلى “شبهة عامة” قديمة تُستخدم بشكل تعسفي لاحتجاز الفلسطينيين.
وأضاف أن المكتبة موجودة منذ سنوات، والكتب مصنفة ومتوفرة أيضاً على الإنترنت وفي مكتبات فلسطينية وأجنبية أخرى، مشيراً إلى أن حملة مداهمات مماثلة طالت المكتبات في حيّ صلاح الدين والبلدة القديمة في القدس.
وأبرز عودة أن الهدف من هذه العمليات هو قمع حرية التعبير ومحاربة نقل الرواية الفلسطينية، حيث تستهدف السلطات الفلسطينية وغير الفلسطينيين على حد سواء.
وأفاد بأن الكتب تُحتجز لفحصها، إلا أن الشرطة الإسرائيلية لم تُعدّها أو تُرجعها حتى الآن، كما يحصل في قضايا سابقة.
وبعد ساعات من التحقيق، تم الإفراج عن صاحب المكتبة بشرط الإبعاد عن مكان عمله لمدة 14 يوماً، بالإضافة إلى شروط أخرى أبرزها كفالات شخصية لحضوره أي استدعاء جديد.
واعتبر المحامي هذه الشروط غير قانونية وتنتهك حرية العمل والتنقل، مشيراً إلى إمكانية تقديم التماس قضائي للطعن بها.
ورداً على احتمال تجدد الاعتقالات، قال عودة إن الشرطة تتبع سياسة استمرارية في التضييق على المكتبات والمثقفين الفلسطينيين، في محاولة لإرسال رسائل ردع تهدف إلى قمع نقل التاريخ والهوية.