رغم أن كلمة "سكري" غالبًا ما ترتبط بارتفاع مستويات السكر في الدم، إلا أن هناك حالة طبية أقل شهرة تُعرف باسم السكري الكاذب، والتي قد يختلط على البعض تمييزها عن السكري التقليدي، خصوصًا عند الشباب.
ورغم تشابه بعض الأعراض، إلا أن الأسباب والآليات المرضية والعلاج تختلف تمامًا، مما يجعل التعرف المبكر على المرض أمرًا ضروريًا لتجنب المضاعفات.
ما هو السكري الكاذب؟
يوضح الدكتور أحمد أنور، استشاري الباطنة والسكري، أن السكري الكاذب ليس له علاقة بارتفاع مستوى السكر في الدم، بل ينجم عن خلل في هرمون الڤازوبرسين المعروف أيضًا بالهرمون المضاد لإدرار البول، أو ضعف استجابة الكلى لهذا الهرمون.
يؤدي هذا الخلل إلى فقدان الجسم لكميات كبيرة من الماء عبر البول، ما يسبب أعراضًا مختلفة عن السكري التقليدي.
أسباب السكري الكاذب عند الشباب
حسب الدكتور أنور، يمكن أن يحدث السكري الكاذب نتيجة عدة عوامل، منها:
إصابات الدماغ: أي تلف في مناطق الدماغ التي تتحكم في إفراز هرمون الڤازوبرسين.
أورام أو التهابات الغدة النخامية أو تحت المهاد: التي تؤثر على إنتاج الهرمونات الضرورية لتنظيم السوائل في الجسم.
الأمراض الوراثية التي تصيب الكلى: وتؤثر على قدرة الكلى على الاستجابة لهرمون الڤازوبرسين.
تناول بعض الأدوية: التي قد تعيق عمل الكلى أو تؤثر على تنظيم السوائل.
أعراض السكري الكاذب عند الشباب
تظهر على المصابين أعراض مميزة تشمل:
العطش الشديد والمستمر، والذي لا يزول حتى مع شرب كميات كبيرة من الماء.
التبول المتكرر بكميات كبيرة على مدار اليوم والليل.
جفاف الفم والجلد بسبب فقدان السوائل بشكل مستمر.
الإرهاق والدوخة الناتجين عن انخفاض حجم السوائل في الجسم.
فقدان الوزن أحيانًا نتيجة الجفاف المزمن.
تشخيص وعلاج السكري الكاذب
التشخيص المبكر يعتمد على اختبارات الدم والبول وقياس مستوى هرمون الڤازوبرسين، بالإضافة إلى التصوير الطبي للغدة النخامية أو تحت المهاد عند الحاجة.
أما العلاج فيركز على تعويض السوائل المفقودة، واستخدام أدوية تعوض أو تحاكي تأثير هرمون الڤازوبرسين، مع معالجة أي سبب أساسي مثل أورام أو التهابات الغدة النخامية.
السكري الكاذب حالة قابلة للتحكم بها إذا تم تشخيصها مبكرًا، لذلك يجب على الشباب الذين يعانون من العطش الشديد والتبول المتكرر مراجعة الطبيب لتحديد السبب بدقة.
طالع أيضًا
ماذا يحدث لجسمك عند شرب الحليب قبل النوم؟.. لن تتوقع النتيجة
