أعلنت دولة قطر تعليق وساطتها في مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك عقب هجوم جوي استهدف مقرًا سكنيًا في العاصمة الدوحة كان يقيم فيه عدد من أعضاء المكتب السياسي للحركة.
استهداف مباشر يهزّ الوساطة القطرية
الهجوم الذي وقع صباح الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، خلّف حالة من الاستنفار الأمني في العاصمة القطرية، حيث باشرت الجهات المختصة والدفاع المدني التعامل الفوري مع الحادث، واتخذت إجراءات لضمان سلامة السكان والمناطق المحيطة، وزارة الخارجية القطرية وصفت الهجوم بأنه "سلوك متهور يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية، وتهديدًا خطيرًا لأمن وسلامة القطريين والمقيمين".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
إدانات عربية وأممية واسعة
ردود الفعل الدولية لم تتأخر، إذ أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة ما وصفه بـ"الانتهاك الصارخ لسيادة قطر"، مشيدًا بالدور الذي لعبته الدوحة في جهود التهدئة وإطلاق الأسرى في غزة، كما أصدرت المملكة العربية السعودية بيانًا أعربت فيه عن تضامنها الكامل مع قطر، مؤكدة وقوفها إلى جانبها في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها.
تعليق الوساطة: تداعيات سياسية وإنسانية
قرار قطر بتعليق وساطتها "حتى إشعار آخر" جاء ليعكس حجم الغضب الرسمي من استهداف أراضيها رغم كونها طرفًا محايدًا في جهود التهدئة منذ بداية الأزمة، ويثير هذا التعليق مخاوف من انهيار مسار المفاوضات، خاصة في ظل تصعيد ميداني متزايد في قطاع غزة، ما قد ينعكس سلبًا على فرص التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى أو تثبيت وقف إطلاق النار.
بيان رسمي قطري: لا تهاون مع المساس بالسيادة
وفي بيان رسمي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، الدكتور ماجد الأنصاري: "دولة قطر لن تتهاون مع أي عمل يستهدف أمنها وسيادتها، والتحقيقات جارية على أعلى مستوى، وسيتم الإعلان عن التفاصيل فور توفرها".
وساطة معلّقة ومشهد إقليمي أكثر تعقيدًا
تعليق الوساطة القطرية لا يمثل فقط توقفًا مؤقتًا في جهود التهدئة، بل يكشف عن تحول نوعي في طبيعة الصراع، حيث باتت الوساطة نفسها هدفًا، وفي ظل غياب البدائل الفاعلة، تبقى المنطقة أمام تحديات دبلوماسية وأمنية متزايدة، بانتظار ما ستسفر عنه التحقيقات القطرية وردود الفعل الدولية القادمة.
طالع أيضًا: