سكان شمال وغرب غزة يرفضون الإخلاء رغم القصف والتدمير المستمر

سكان شمال وغرب غزة يرفضون الإخلاء رغم القصف والتدمير المستمر

أفاد مصطفى جعرور، المراسل الميداني في غزة، بأن سكان مدينتي شمال وغرب غزة يعيشون صباحًا دامياً بعد ليلة عصيبة شهدت قصفًا إسرائيليًا مكثفًا أسفر عن نزوح أكثر من ستة آلاف شخص.




::
::



وأضاف جعرور أن هؤلاء النازحين يفترشون الأرض، ويحاولون جمع بعض من أمتعتهم الشخصية وملابسهم وطعامهم، في محاولة يائسة لإخلاء مساكنهم والنزوح إلى المناطق التي تصفها إسرائيل بأنها آمنة.


واستطرد في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، قائلا: "رغم ذلك، استهدفت طائرات الجيش إحدى خيام النازحين في منطقة المواصي جنوب مدينة غزة، ما يزيد من حالة الخوف والرهبة، ويعكس حجم المعاناة التي تعيشها العائلات هناك".


وأشار جعرور إلى أن الجيش الإسرائيلي طال منازل كثيرة بقصف مدفعي وصاروخي مكثف، حيث يتلقى السكان اتصالات من ضباط مخابرات الجيش يطالبونهم بالإخلاء الفوري لمناطق كاملة، قبل أن يبدأ القصف وتدميرها.



قصف مستمر على خيام النازحين في المواصي والشيخ رضوان



ورغم تدمير منازلهم، يحاول بعض الأهالي العودة إلى ما تبقى من مساكنهم والعمل على ترميمها، لكن الضربات المتكررة والطائرات الحربية التي تستهدف الأحياء تجعل البقاء في هذه المناطق محفوفًا بالخطر.



وبيّن جعرور أن منطقة حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة أصبحت شبه خالية، بعد تفجير عربات روبوتية محملة بعشرات الأطنان من المتفجرات وإحداث دمار واسع.


وقال إنّ كثيرًا من السكان رفضوا أوامر الإخلاء، لأنهم لا يملكون أي بديل أو مكان يلجؤون إليه، فتخفيض عدد المنازل المتاحة في الجنوب لا يكفي استيعاب أعداد النازحين.



وأضاف أن حركة التنقل باتت صعبة للغاية بسبب الازدحام الشديد على الطرق، ولا توجد وسائل نقل كافية لنقل المحتاجين وسط ظروف أمنية صعبة.


الوضع الإنساني أصبح مأساويًا، حيث تعاني مناطق القطاع من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب وانقطاع الكهرباء وتوقف محطات ضخ المياه، إضافة إلى قلة الوقود مما يزيد الطين بلة على سكان المدينة الذين يخشون استمرار المجازر الإنسانية من دون أي مخرج واضح أو دعم كافٍ من المجتمع الدولي.



الجيش يستهدف مساكن مدنية خالية من المقاومين بهدف تفريغ الأحياء




كما أكد أن الأبراج والمنازل التي تستهدفها قوات الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة ليست مواقع مقاومة أو أهداف عسكرية، بل هي مساكن مدنية لا يُوجد فيها أي مطلوبين أو مقاتلين.



وأوضح جعرور في حديثه أن هذه المناطق لم تدخلها قوات الجيش بريًا، لكن القصف الإسرائيلي مستمر بهدف دفع السكان إلى النزوح وترك منازلهم لتهيئة المدينة للاحتلال الكامل.


وأشار جعرور إلى أن القصف لا يقتصر على منازل محددة بل يشمل خيام نازحين، حيث قصفت طائرات الجيش خيمة كانت تضم رجلاً وزوجته وأربعة أطفال، دون أن يشكلوا أي تهديد عسكري.


وأدان كذلك الجرائم المستمرة بحق المدنيين، مؤكدًا أن المدنيين الفلسطينيين يُعاملون من قبل الجيش كـ"إرهابيين" بغض النظر عن حقيقة أمرهم، إذ بلغ عدد الشهداء خلال 24 ساعة أكثر من سبعين شخصًا، أغلبهم نساء وأطفال لم يشاركوا بأي نشاط عسكري.


وأضاف جعرور أن القصف مستمر في مناطق عدة مثل الزيتون شرق غزة، والصبرات، بالإضافة إلى تدمير الأحياء في شمال غرب غزة باستخدام عربات روبوتية تحمل أكثر من عشرة أطنان من المتفجرات لتفجير خيام مهترئة تسكنها عائلات نازحة.


وبيّن أن هذه السياسة تأتي في إطار عمليات إخلاء قسرية تهدف إلى تفريغ أحياء كاملة واحتلالها، ما يترافق مع ردود فعل محزنة من السكان الذين يصرون في كثير من الأحيان على البقاء في منازلهم رغم الخطر.



السكان يرفضون مغادرة منازلهم بسبب غياب بدائل آمنة والاكتظاظ في المناطق الجنوبية



وقال إن آلاف السكان في شمال وغرب مدينة غزة، لا يزالون صامدين في منازلهم رغم استمرار القصف الإسرائيلي المكثف التي تستهدف هذه المناطق كل خمس دقائق تقريباً. وأكد جعرور أنه من بين هؤلاء السكان، العديد رفضوا أوامر الإخلاء، مشيرًا إلى وجود أكثر من عشرة شقق سكنية لا تزال مأهولة، رغم التحذيرات وجرائم القصف المتتالية.


وأضاف جعرور أن السبب الرئيسي لرفض السكان المغادرة هو عدم توفر بدائل آمنة لاستيعابهم، فالمدن والمناطق التي أعلن عنها الجيش كمناطق "إنسانية" مثل دير البلح، الزوايدة، النصيرات، وخانيونس، لا تكفي لاستقبال أعداد النازحين الكبيرة.



كما أشار إلى أن الطرق التي تربط هذه المناطق تعاني من اختناقات شديدة، مما يصعب من عمليات النزوح ويعرض السكان لخطر أكبر.



أزمة إنسانية حادة مع توقف دخول المساعدات بسبب إغلاق حاجز زيكيم العسكري



وأشار إلى أن الاحتياجات الإنسانية متفاقمة بشكل كبير، موضحًا أن سكان قطاع غزة يعانون نقصًا حادًا في المياه الصالحة للشرب، وانقطاعًا تامًا في الكهرباء، وانعدامًا للوقود اللازم لتشغيل محطات المياه. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي أغلق حاجز زيكيم العسكري، مما أدى إلى توقف معظم المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع، وزاد من شح المواد الغذائية وانعدام الخدمات الأساسية.


وأكّد جعرور أن السكان في هذه الظروف الصعبة يحاولون جاهدين تدبير أمورهم اليومية مع الأطفال، وسط نقص الموارد وتزايد المخاطر الأمنية، لافتًا إلى أن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا مع استمرار الحصار والقصف المتواصل الذي يهدد حياة المدنيين.



يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play