واصل الجيش الإسرائيلي خرق اتفاقية وقف إطلاق النار والتهدئة في قطاع غزة، مرتكباً منذ فجر الخميس 19 انتهاكاً جديداً للاتفاقية الموقعة في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2025 بمدينة شرم الشيخ، بوساطة عربية وأميركية.
وشملت هذه الانتهاكات قصفاً مدفعياً وإطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية باتجاه المناطق الشرقية من مخيم البريج للاجئين وسط القطاع، بالتزامن مع قصف مماثل طال شرق مخيم المغازي. كما أطلقت مروحية من طراز "أباتشي" نيرانها باتجاه مدينة رفح جنوبي القطاع.
تصاعد العمليات في خانيونس
شهدت مدينة خانيونس تصعيداً جديداً، حيث جددت الآليات العسكرية إطلاق النار في محيط محور موراغ جنوبي المدينة. كما رافق ذلك حركة مكثفة للآليات العسكرية في المناطق الجنوبية الشرقية، تخللها إطلاق نار كثيف وعمليات نسف واسعة داخل مناطق الانتشار شرقي خانيونس، عقب قصف مدفعي استهدف المنطقة.
غارات مكثفة على رفح وغزة
في رفح، أطلقت الآليات العسكرية النار جنوب غربي المدينة، بينما شن الطيران الحربي غارات عنيفة استهدفت مناطق متفرقة منها. ونفذ الطيران الإسرائيلي أحزمة نارية وغارات جوية مكثفة استهدفت مدينتي رفح وخانيونس، إلى جانب قصف مناطق مختلفة في مدينتي غزة وخانيونس.
كما شن الطيران غارتين على شرقي مدينة غزة، إضافة إلى غارة على مدينة دير البلح، بالتزامن مع تحليق منخفض للطيران الحربي في أجواء المدينة.
تحركات دبلوماسية رغم الخروقات
وتأتي هذه التطورات في وقت يستعد فيه الوسطاء للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مع وصول وفد إسرائيلي إلى القاهرة، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، رغم استمرار الخروقات وعدم الالتزام ببنود المرحلة الأولى من الاتفاق.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن منسق شؤون الأسرى والمفقودين، غال هيرش، عقد اجتماعاً في القاهرة مع مسؤولين مصريين وقطريين، بحث خلاله الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، إلى جانب ملف إعادة جثمان آخر أسير إسرائيلي في القطاع.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
لقاء مرتقب بين نتنياهو وترامب
وفي السياق ذاته، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصدر سياسي أن المرحلة الثانية من الاتفاق قد تبدأ مطلع كانون الثاني/يناير المقبل، في ضوء لقاء مرتقب بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في الولايات المتحدة نهاية الشهر الجاري. وأشارت القناة إلى أن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف أبلغ الوسطاء بهذه التقديرات.
ورغم الجهود المستمرة للوسطاء، فإن استمرار الخروقات يضع علامات استفهام حول جدية الالتزام بالاتفاق. وفي بيان مقتضب، قال مصدر دبلوماسي عربي مشارك في الوساطة: "إن نجاح المرحلة الثانية من الاتفاق مرهون بوقف الانتهاكات فوراً، وإظهار التزام واضح من جميع الأطراف ببنود التهدئة."
وهذا التصعيد يعكس هشاشة الوضع الميداني، ويضع تحديات إضافية أمام المساعي الدولية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار وضمان استمراره.
طالع أيضًا: