أنهى الجيش الإسرائيلي الحصار الشديد الذي فرضه على 8 قرى في شمال غرب القدس، بعد أيام من الاقتحامات المتواصلة التي أثرت بشكل كبير على حياة أكثر من 55 ألف مواطن فلسطيني.
شهدت تلك الفترة إغلاق الطرق، وفرض حواجز وبوابات عسكرية حالت دون حركة السكان وتأمين حاجاتهم اليومية، مما تسبب في شلل شبه كامل في الحياة اليومية داخل القرى المستهدفة.
وللحديث حول هذا الموضوع كانت لنا مداخلة هاتفية في برنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، مع الصحفي ضياء حوشية، والذي قال إنه على الرغم من رفع الحصار منذ يوم الخميس الماضي، استمرت عمليات الاقتحام الليلية التي شملت مداهمات فجائية لمناطق داخل القرى.
وأضاف: "دخلت القوات الإسرائيلية بعد منتصف الليل لترهيب السكان وإجراء اعتقالات واستجوابات ميدانية، ثم تنسحب سريعًا من المواقع التي تم اقتحامها، وهذه العمليات تتم ضمن سياسة إسرائيلية تعتمد مبدأ العقاب الجماعي للقرى التي يخرج منها منفذو عمليات المقاومة ضد القوات الإسرائيلية".
أضاف حوشية أن القوات الإسرائيلية لا تكتفي بالاقتحامات فقط، بل فرضت أيضاً اعتقالات واسعة عبر استدعاءات هاتفية للعديد من الفاعلين في المجتمع الفلسطيني وذلك للتحقيق معهم، مضيفًا: "غالباً ما تتعرض تلك الفئات لتعذيب نفسي أثناء التحقيقات التي تسبق إطلاق سراحهم في معظم الأحيان".
وأشار إلى إغلاق منزلين في بلدتي قطنة والكبابة بألواح معدنية تمهيداً لإجراءات أمنية قد تصل إلى تفجيره، وأوضح أن الأهالي يخشون من خطورة مثل هذه العمليات لانعكاسها الكبير على المنازل المجاورة بسبب قوة التفجير.
تصاعد الغضب الشعبي وتأخر الرواتب
وأشار "حوشية" إلى تصاعد الغضب الشعبي نتيجة استمرار الاعتقالات وسياسات الاقتحامات، مع انتشار حالات الانهيار الاقتصادي بسبب انتشار البطالة بين العاملين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وتأخر رواتب موظفي السلطة الفلسطينية التي لم تصرف منذ عام 2019، مما يفاقم الوضع المعيشي ويزيد من الاحتقان الاجتماعي.
وأكد "حوشية" أن تصاعد هذه السياسات الإسرائيلية يعزز حالة الانفجار الشامل في مناطق الضفة الغربية، ويعكس معاناة الفلسطينيين اليومية، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل لإنهاء الانتهاكات ورفع المعاناة عن الأهالي.
