تمكنت الشرطة الفلسطينية من اعتقال أربعة مشتبهين بتورطهم في حادثة تعذيب قاسية طالت طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة في بلدة يطا بمحافظة الخليل.
وأوضح العميد لؤي ارزيقات، الناطق بلسان الشرطة الفلسطينية، في مداخلة لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن قوات الأمن تحركت بسرعة فور انتشار مقطع فيديو يوثق الجريمة التي أثارت استنكار المواطنين في فلسطين وخارجها.
باشرت قوة من مركز شرطة يطا وإدارة المباحث العامة التحقيق في القضية وتمكنت من القبض على الشخص الرئيسي المشتبه به الذي أفاد بأسماء ثلاثة آخرين شاركوا في الاعتداء، ما مكن الأجهزة الأمنية من الوصول إليهم بسرعة وضبطهم.
صدمة: المعتدون من أقرباء الطفل
وكشف العميد ارزيقات أن الطفل المعتدى عليه من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا توجد لديه ظروف أسرية خاصة بكون ذويه أيضاً من أصحاب الاحتياجات.
كما كشف أن المعتدين هم من أقربائه الذين قاموا بخطفه وتقييده وتعذيبه بطريقة وحشية، مشيراً إلى أن الطفل لم يرتكب أي جرم يستدعي هذا الاعتداء الوحشي، الذي تزامن مع تصويره ونشر الفيديو على مواقع التواصل.
نُقل الطفل فوراً إلى المستشفى حيث تلقى الرعاية الطبية والعلاج الأولي، فيما تتولى المؤسسات المختصة متابعة حالته الصحية والنفسية.
كيف تتصرف عند رصد حالات اعتداء على الأطفال؟
وأكد العميد وجود رقم اتصال (106) مخصص لإدارة حماية الأسرة والأحداث يمكن للمواطنين التواصل عليه للإبلاغ عن أي حالات مشابهة.
وأشار الناطق باسم الشرطة إلى أن المعتقلين الكبار السن كانوا على دراية كاملة بأفعالهم وأن الجريمة تضمنت خَطف وتقييد وتعذيب قاصر من ذوي الاحتياجات الخاصة، مع توريطهم في تصوير ونشر الاعتداء.
وأكد أن التحقيقات جارية، وسيتم إحالة الجميع إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وأشار العميد ارزيقات إلى ندرة مثل هذه الحوادث، مع ذلك تستمر إدارة حماية الأسرة والأحداث في تنفيذ حملات توعية للحد من هذه الجرائم، خصوصاً تجاه الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتعكس هذه القضية قلق المجتمع الفلسطيني إزاء تفاقم التحديات الاجتماعية التي تواجهها فئة الأطفال ذوي الاحتياجات، مؤكدة على ضرورة تعاون الجميع للحفاظ على حقوقهم وحمايتهم من الانتهاكات.