تواصل إسرائيل تصعيد حربها على قطاع غزة، مع تركيز عملياتها العسكرية على أطراف مدينة غزة تمهيدا لبدء التوغل وفرض السيطرة عليها.
وتشمل الاعتداءات نسف مبانٍ وأبراج سكنية عبر غارات جوية وتفجيرات تنفذها روبوتات ومدرعات مفخخة، وهو ما يخلف يوميا عشرات الضحايا والجرحى، فضلا عن تشريد آلاف المدنيين ودفعهم إلى ظروف نزوح قاسية.
إجبار السكان على النزوح القسري نحو جنوب القطاع
ويكثف الجيش الإسرائيلي هجماته لإجبار السكان على النزوح القسري نحو جنوب القطاع، في إطار ما يصفه محللون بمخطط إسرائيلي أميركي أوسع يستهدف تهجير الفلسطينيين خارج غزة.
ووفق آخر حصيلة لوزارة الصحة الفلسطينية، ارتفعت أعداد ضحايا الحرب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 64,871 ضحية و164,610 إصابة، بينما تسببت سياسات التجويع الممنهجة في ارتقاء 422 مدنيا، بينهم 145 طفلا.
إسرائيل تستهدف مباني تابعة للأونروا
وكشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" أن إسرائيل قصفت خلال الأيام الأربعة الماضية عشرة مبانٍ تابعة لها في مدينة غزة، بينها سبع مدارس وعيادتان كانتا تستخدمان كملاجئ لآلاف النازحين.
كما أعلن مكتب الإعلام الحكومي أن الجيش الإسرائيلي دمر منذ 11 أغسطس/آب أكثر من 1600 برج وعمارة سكنية بشكل كامل، إضافة إلى تضرر ألفي مبنى آخر، فضلا عن تدمير 13 ألف خيمة، ما أدى إلى تشريد أكثر من مئة ألف شخص.
تحذيرات من حملات تضليل تقودها الاستخبارات الإسرائيلية
وفي سياق متصل، حذر المكتب الإعلامي الحكومي من حملات تضليل تقودها وحدة الاستخبارات الإسرائيلية "8200"، من خلال بث شائعات تستهدف الروح المعنوية للسكان، مؤكدا أن الجيش يوظف شبكات وأفرادا لنشر روايات زائفة، أبرزها مزاعم عن سفر قيادات فلسطينية من غزة، داعيا الفلسطينيين والعرب إلى الحذر من ترديد هذه الأكاذيب.
ميدانيا، ارتكبت قوات الجيش الإسرائيلي سلسلة من المجازر خلال الساعات الماضية؛ إذ ارتقى مواطن وأصيب آخرون جراء قصف بطائرات مسيرة في شارع الجلاء بمدينة غزة، كما أصيب مدنيون برصاص مسيّرات شرق مخيم البريج وسط القطاع.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ضحايا ومصابون جراء القصف الإسرائيلي
وفي مواصي خان يونس، ارتقت الشابة هالة حمدي النحال، من ذوي الإعاقة السمعية، وأصيب أربعة آخرون برصاص الجيش.
كما أعلن مستشفى السرايا الميداني عن وصول عشرة جرحى حالتهم خطيرة معظمهم من الأطفال، إثر قصف وسط مدينة غزة.
من جانبها، أكدت وزارة الصحة أن الجيش الإسرائيلي يجبر السكان في محافظة غزة على النزوح القسري تحت القصف، ويدفعهم إلى معسكرات مكتظة في منطقة المواصي، تفتقر لأبسط مقومات الحياة من مياه وغذاء ورعاية صحية، وتنتشر فيها الأمراض بشكل خطير، مشيرة إلى أن النازحين يتعرضون للاستهداف المباشر حتى داخل هذه المناطق.
جلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان حول غزة
وعلى الصعيد الدولي، أعلن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عقد جلسة طارئة الثلاثاء المقبل لمناقشة "العدوان العسكري الإسرائيلي الأخير على دولة قطر" الذي استهدف اغتيال قيادات في حركة حماس في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري، في خطوة تعكس اتساع نطاق الانتهاكات الإسرائيلية ليشمل أكثر من دولة في المنطقة.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار المأساة الإنسانية بغزة، حيث تتفاقم معاناة السكان بين القصف المباشر والنزوح القسري، فيما تحذر منظمات حقوقية من كارثة وشيكة ما لم يتم التحرك الدولي الفوري لوقف الحرب.
اقرأ أيضا