وصف المحامي طلب الصانع، رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، المشهد في قرى النقب بـ"الكارثي"، معبراً عن ألم أصاب أكثر من 25 عائلة أصبحوا بلا مأوى، بعد هدم منازلهم، في ظل حضور أمني مكثف يضم أكثر من 400 شرطياً مدججين بأسلحة نارية ورشاشات صوتية وغاز مسيل للدموع.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "الهدم ليس مجرد إزالة منازل، بل طمس لماضٍ يحمل ذكريات الأجداد والعائلة، حيث تُدمر البيوت وتحول إلى ركام، والمؤلم أن هذا يحدث وسط تعنت واضح من قبل السلطات التي تبرر الأمر بتطبيق القانون، في حين تُترك العائلات التي سُرقت من بيوتها بلا مأوى وسط الظلمة والبرد".
وتحدث عن الأوضاع المتدهورة في النقب قائلاً: "نحن لم نصل بعد إلى الدرك الأسفل، الأمور ستزداد سوءاً، والحكومة لا تعترف بحقوق المواطن العربي في المسكن، ولا تعترف بكرامته وحياته".
وأشار إلى تهديد قرى عديدة في النقب بالتهجير والدمار، وأن هناك العديد من القرى ينتظرها مصير مشابه.
وحول خطط احتواء الأزمة، شدد "الصانع" على أن الحلول التي تقدم الآن مثل إيجاد أماكن مؤقتة في المدارس أو المراكز الجماهيرية ليست إلا ترحيلاً وإهمالاً للمشكلة التي صنعت مأساة السكن للأهالي.
المطالب واضحة
وتابع: "المطالب القانونية واضحة، الدولة مطالبة بتوفير المسكن وفق القانون، لكن على الأرض الواقع مختلف تمامًا".
وأكد دعوتهم لوحدة سياسية وشعبية عربية لمواجهة هذه السياسات، مطالباً بمظاهرة ضخمة تضم مئة ألف عربي أمام مقر رئيس الحكومة، مؤكداً: "طالما استمر الظلم، سنستمر في النضال ولا خيار لنا سوى ذلك".
وعبر عن مخاوفه أيضاً من الاتجاهات السياسية الحالية في إسرائيل التي يصفها بأنها "حكومة سيئة" تسير بلا وجل نحو تعزيز سياساتها العنصرية، معتبراً أن ما يحدث في النقب والضفة والقدس لا يترك مجالاً للشك في وجود مؤامرة ممنهجة تستهدف أبناء شعبه.
ودعا "الصانع" إلى وعي عربي موحد ورفض التفرقة الداخلية، قائلاً إن التجاذبات التي تضعف الجبهة العربية تؤجج النار وتخدم مصالح أعدائهم، مطالباً الجميع بالتصدي بحزم لهذه الموجة السوداء.