أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صباح اليوم الخميس، تصنيف حركة "أنتيفا" اليسارية كـ"منظمة إرهابية كبرى"، مؤكدًا أن هذا القرار يأتي في إطار حماية الأمن القومي ومواجهة ما وصفه بـ"التهديدات الداخلية المتزايدة".
ويأتي هذا التصعيد بعد أسبوع واحد من اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك، المعروف بقربه من الرئيس ترامب، في حادثة أثارت موجة من الغضب في الأوساط اليمينية الأمريكية.
وأكد ترامب في تصريح رسمي أنه سيوصي بشدة بإجراء تحقيق شامل حول الجهات التي تموّل الحركة، مشددًا على ضرورة أن يتم ذلك "وفقًا لأعلى المعايير والممارسات القانونية"، لضمان الشفافية والمحاسبة.
تحقيقات موسعة في خلفيات التمويل
وبحسب مصادر إعلامية أمريكية، فإن وزارة العدل تستعد لإطلاق تحقيقات موسعة تشمل مراجعة الحسابات المالية المرتبطة بالحركة، إضافة إلى تتبع مصادر الدعم اللوجستي والإعلامي.
ويُتوقع أن تشمل التحقيقات مؤسسات وأفراد يُشتبه في تورطهم بتمويل أنشطة الحركة، التي تُتهم بتنظيم احتجاجات عنيفة في عدد من المدن الأمريكية خلال السنوات الأخيرة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وتشير تقارير استخباراتية إلى أن "أنتيفا" تعتمد على شبكات غير مركزية في تنظيم أنشطتها، ما يجعل عملية تتبعها أكثر تعقيدًا، ويستدعي تعاونًا بين الوكالات الأمنية الفيدرالية والمحلية.
ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية
القرار الرئاسي أثار ردود فعل متباينة، حيث رحّب به عدد من أعضاء الكونغرس المحافظين، معتبرين أنه خطوة ضرورية لحماية المجتمع من "الفوضى المنظمة"، بينما عبّر نشطاء حقوقيون عن قلقهم من أن يؤدي التصنيف إلى تقييد حرية التعبير والتجمع.
وفي بيان صادر عن مركز الدراسات الأمنية في واشنطن، قال الباحث السياسي جوناثان ميلر: "تصنيف أنتيفا كمنظمة إرهابية يفتح الباب أمام إجراءات قانونية صارمة، لكنه يتطلب توازنًا دقيقًا بين الأمن والحريات المدنية".
تصعيد جديد في المشهد الداخلي الأمريكي
يأتي هذا القرار في وقت يشهد فيه الداخل الأمريكي توترًا سياسيًا متزايدًا، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية. وبينما يرى البعض أن التصنيف خطوة لحماية الاستقرار، يرى آخرون أنه قد يُستخدم سياسيًا لتضييق الخناق على المعارضة اليسارية.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل العلاقة بين السلطة التنفيذية والحركات الاحتجاجية مرهونًا بمدى التزام المؤسسات الأمريكية بالقانون والدستور، وسط ترقب واسع لما ستسفر عنه التحقيقات المقبلة.
طالع أيضًا: