صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، لصالح السماح للرئيس الفلسطيني محمود عباس بإلقاء كلمة عبر تقنية الفيديو خلال الاجتماع السنوي لقادة العالم، وذلك بعد أن رفضت الولايات المتحدة منحه تأشيرة دخول إلى نيويورك.
وجاء القرار بتأييد 145 دولة، مقابل خمسة معارضين، وامتناع ست دول عن التصويت، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز"، في خطوة اعتبرها مراقبون تعبيرًا عن دعم واسع لحق القيادة الفلسطينية في إيصال صوتها إلى المجتمع الدولي.
قرار استثنائي بشروط محددة
ينص القرار على عرض كلمة الرئيس الفلسطيني المسجلة في القاعة الرئيسية للجمعية العامة، كما يُسمح لفلسطين بتقديم بيانات عبر الاتصال المرئي أو المسجل في الاجتماعات الأخرى للأمم المتحدة خلال العام الجاري فقط، دون أن يُعد ذلك سابقة دائمة.
وقد تقدمت بمشروع القرار مجموعة من الدول، من بينها مصر، الكويت، موريتانيا، النرويج، بوليفيا، نيجيريا، السنغال، وفنزويلا، إلى جانب فلسطين، في تعبير واضح عن التزام هذه الدول بدعم المشاركة الفلسطينية في المحافل الدولية.
رفض أمريكي ومواقف متباينة
الولايات المتحدة أعلنت رسميًا أنها لن تمنح تأشيرة دخول للرئيس عباس، في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تحركات متسارعة نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ويأتي هذا الموقف الأمريكي بالتزامن مع استعداد السعودية وفرنسا لعقد مؤتمر مشترك لدعم حل الدولتين في 22 سبتمبر الجاري، على هامش اجتماعات الجمعية العامة.
ومن جهتها، عبّرت بعض الدول عن تحفظها على القرار، معتبرة أن السماح بالمشاركة عبر الفيديو لا ينبغي أن يُستخدم كبديل دائم للحضور الشخصي في الاجتماعات الأممية.
ردود فعل وتأكيدات دولية
في بيان مشترك صدر عن الدول الراعية للقرار، جاء فيه: "إن منع الوفد الفلسطيني من المشاركة المباشرة لا يتماشى مع مبادئ المساواة والتمثيل العادل في الأمم المتحدة، ونؤكد على أهمية ضمان وصول صوت جميع الشعوب إلى المنصات الدولية دون تمييز."
كما أعربت الجمعية العامة عن أسفها لقرار السلطات الأمريكية، مؤكدة أن الإجراءات الدبلوماسية يجب أن تُبنى على أساس احترام الحقوق السيادية للدول الأعضاء.
خطوة رمزية تحمل دلالات سياسية
رغم أن القرار يسري لعام واحد فقط، إلا أن دلالاته السياسية تتجاوز الإطار الزمني، إذ يعكس رغبة المجتمع الدولي في ضمان تمثيل فلسطيني فعّال داخل الأمم المتحدة، ويعيد طرح تساؤلات حول مدى استقلالية المنظمات الدولية في مواجهة الضغوط السياسية.
طالع أيضًا:
الرئيس الفلسطيني في قمة الدوحة الطارئة: وحدة الأمة أقوى من محاولات التفريق