أعلنت الهيئة الوطنية للمفقودين، بالتعاون مع فرق الدفاع المدني السوري، عن انتشال رفات 75 جثة إضافية من مقبرة جماعية في منطقة العتيبة قرب العاصمة دمشق، ليصل العدد الإجمالي للجثث المستخرجة إلى 175، وذلك بعد اكتشاف المقبرة يوم الخميس الماضي.
تفاصيل الاكتشاف والتحقيقات الأولية
وبحضور ممثلين عن النيابة العامة، باشرت الفرق المختصة أعمال البحث والتوثيق فور تلقي بلاغ من مخفر بلدة العتيبة، يفيد بوجود رفات عظمية ظاهرة على سطح الأرض في أحد الحقول الزراعية.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن هذه الرفات تعود لمقاتلين معارضين للنظام السابق، قضوا في مجزرة وقعت بتاريخ 27 شباط 2014، عقب كمين أمني أسفر عن استشهاد عشرات الأشخاص واختفاء نحو 270 مدنيًا وعسكريًا منشقًا.
مشاركة الأهالي في البحث
شارك عدد من أقارب المفقودين في أعمال البحث، وسط مشاعر مختلطة من الحزن والأمل، في محاولة للتعرف على مصير أحبائهم الذين فُقدوا منذ سنوات.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ودعت الهيئة المواطنين إلى عدم الاقتراب من مواقع الرفات أو العبث بها، مؤكدة أن مهام التوثيق والانتشال يجب أن تبقى بيد الجهات المختصة، حفاظًا على كرامة الضحايا وسلامة الإجراءات القانونية.
المقابر الجماعية في سورية: أرقام مقلقة
بحسب الهيئة الوطنية للمفقودين، فإن سورية تضم أكثر من 63 مقبرة جماعية موثقة، فيما تتراوح أعداد المفقودين بين 120 ألفًا و300 ألف شخص.
وتعمل الهيئة على إطلاق منصة وطنية لبناء بنك معلومات شامل للمفقودين، إلى جانب مشاريع دعم قانوني ونفسي واجتماعي لذويهم، في إطار مسار العدالة الانتقالية وتحقيق السلم الأهلي.
ذاكرة لا تُمحى ومسؤولية مستمرة
تؤكد الهيئة أن جريمة العتيبة ستبقى شاهدًا حيًا على الانتهاكات التي تعرض لها السوريون، مشددة على التزامها بمواصلة الجهود لكشف الحقيقة والدفاع عن حقوق الضحايا.
وفي بيان رسمي، قالت الهيئة: "نحن أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية، لا تتعلق فقط بكشف الرفات، بل بإعادة الاعتبار للضحايا وبناء مستقبل قائم على العدالة والكرامة لكل السوريين."
طالع أيضًا:
أعلام إسرائيلية ودرزية ومطالب بالاستقلال..ماذا يحدث بالسويداء وما هو ممر داوود؟