أكد الصحفي مصطفى جعرور أن القوات الإسرائيلية صعّدت فجر اليوم من عملياتها العسكرية ضد مناطق شمال غرب مدينة غزة، ما أدى إلى حصار آلاف المواطنين داخل منازلهم وسط قصف مدفعي وجوي مكثف.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن الآليات العسكرية الإسرائيلية تقدمت بشكل مفاجئ، فيما كثفت الطائرات قصفها عبر "الأحزمة النارية" والمدافع المتمركزة شرق وشمال المدينة.
واعتبر أن هذا التوغل يستهدف دفع السكان لإخلاء مناطقهم، إلا أن كثيراً منهم يرفضون النزوح ويتمسكون بالبقاء رغم الخطر، ما أدى لوقوع مجازر جديدة.
وأشار جعرور إلى أن قصفاً عنيفاً استهدف منطقة السامر وسط المدينة صباح اليوم، وأسفر عن ارتقاء أكثر من ثلاثين ضحية، وعشرات المصابين الذين انتُشلوا من تحت الأنقاض.
وأضاف أن القصف امتد لاحقاً إلى أحياء تل الهوى والشيخ رضوان والمقوس، ما أجبر أعداداً كبيرة على النزوح، رغم انعدام المأوى والاكتظاظ في المناطق الوسطى والجنوبية.
ولفت الصحفي إلى أن ضعف الإمكانات المالية وغياب أماكن الإيواء يمنع كثيراً من العائلات من النزوح، حيث امتلأت المخيمات والشواطئ بالخيام، فيما يقترب فصل الشتاء بما يحمله من تحديات إضافية.
وقال: "الناس هنا يقولون سنموت في بيوتنا ولن نترك أرضنا، لقد جربنا مرارة النزوح مرات كثيرة خلال العامين الماضيين"، مضيفاً أنه شخصياً اضطر للنزوح أكثر من عشرين مرة.
كما تحدث جعرور عن الظروف المعيشية القاسية في غزة، حيث يضطر السكان للوقوف في طوابير طويلة للحصول على مياه الشرب أو رغيف الخبز أو استخدام دورات المياه المشتركة، في مشهد وصفه بـ"الكارثي".
واختتم حديثه قائلاً إن ما يُسمى "الممرات الإنسانية" التي أعلنت عنها إسرائيل غير موجودة عملياً، إذ إن الطريق الوحيد عبر شارع الرشيد يشهد قصفاً متكرراً، ما يجعل الانتقال محفوفاً بالمخاطر.
وأضاف: "لا يوجد ممر إنساني آمن، من يهرب من الموت في الشمال يواجه الموت في الجنوب أيضاً".