حذّر كريم جبران، مدير البحث الميداني في مركز بتسيلم، من خطورة استمرار إغلاق جسر الكرامة، المعبر الوحيد الذي يربط الضفة الغربية بالعالم الخارجي عبر الأردن، مؤكدًا أن هذا القرار يشكّل خنقًا كاملاً لحياة الفلسطينيين اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية في برنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن آلاف العائلات الفلسطينية تعتمد على هذا المعبر للتعليم والعمل والعلاقات التجارية والعائلية مع الأردن، وبالتالي فإن إغلاقه المتكرر أو تقليص ساعات عمله يمثل عقابًا جماعيًا لا مبرر له.
وأضاف أن إسرائيل استخدمت دائمًا سياسة الإغلاقات كأداة ضغط، لكنها منذ السابع من أكتوبر صعّدت من إجراءاتها بشكل غير مسبوق، حيث وزعت أكثر من ألف بوابة على مداخل القرى والمدن الفلسطينية، ما جعل الحركة داخل الضفة الغربية نفسها شبه مشلولة.
وأوضح جبران أن القرار بفتح أو إغلاق الجسر يبقى بيد إسرائيل فقط، بينما لا تملك السلطة الفلسطينية أو الحكومة الأردنية أي دور سوى تلقي التعليمات.
واعتبر أن إغلاق المعبر يرتبط أيضًا بمحاولات إسرائيل معاقبة الفلسطينيين على الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، وهو جزء من سياسة أوسع تشمل حجز أموال المقاصة والتضييق الاقتصادي.
كما أشار إلى أن ما يجري على الأرض يتجاوز المعابر، إذ تشهد الضفة الغربية تصعيدًا خطيرًا يتمثل في اعتداءات متكررة على المواطنين، الأراضي الزراعية، وحتى البيوت في التجمعات البدوية، وذلك ضمن مخطط تطهير عرقي واضح في المناطق المصنفة (C)، يمتد تدريجيًا إلى المناطق (B).
ولفت إلى أن موسم الزيتون القادم سيكون مهددًا بشكل كبير نتيجة منع المزارعين من الوصول إلى حقولهم بفعل هجمات المستوطنين المدعومين من الجيش الإسرائيلي.
وختم جبران بالتأكيد أن استمرار هذا الواقع يعتمد على الموقف الدولي، مشددًا على أن إسرائيل لن تتراجع عن هذه السياسات ما لم تُواجه بضغط سياسي فعّال من المجتمع الدولي لوقف سياسة العقاب الجماعي والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين.