أعلنت الشرطة الفلسطينية، اليوم، اعتقال ثلاثة أشخاص مشتبهين بالاعتداء على كنيسة دير اللاتين في مدينة جنين وإحراق شجرة الميلاد، في حادثة لاقت استنكارا واسعا في الشارع الفلسطيني وعلى المستويين الرسمي والشعبي.
وقال العميد لؤي ارزيقات، الناطق بلسان الشرطة الفلسطينية، إن إدارة المباحث العامة في شرطة محافظة جنين، وبالتعاون مع الاستخبارات والمخابرات العامة، تمكنت من إلقاء القبض على المشتبهين بعد عمل مكثف ومتواصل منذ وقوع الحادثة قبل يومين.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن عملية الاعتقال جاءت بعد تحقيقات دقيقة، أسفرت أيضا عن ضبط أدوات استخدمت في تنفيذ الاعتداء، مؤكدا أن سرعة الاستجابة تعكس جدية الأجهزة الأمنية في حماية المقدسات ودور العبادة والحفاظ على السلم الأهلي.
وشدد على أن الشرطة الفلسطينية لن تسمح لأي جهة أو شخص بالمس بالوحدة الوطنية أو إثارة الفتن والنعرات الدينية، مشيرا إلى أن أي اعتداء على المساجد أو الكنائس أو الرموز الدينية سيقابل بإجراءات صارمة وحازمة وفق القانون.
وأضاف ارزيقات أن هذه الحادثة مرفوضة جملة وتفصيلا، ولا تعبر عن قيم المجتمع الفلسطيني، الذي يعيش فيه المسلمون والمسيحيون جنبا إلى جنب، في شراكة تاريخية قائمة على الاحترام المتبادل وحماية المقدسات.
وتطرق إلى مشاهد التضامن الواسعة التي أعقبت الحادثة، بما في ذلك مشاركة شخصيات دينية مسلمة في إضاءة شجرة الميلاد وإعادة ترميمها، معتبرا ذلك رسالة واضحة بأن ما جرى عمل فردي معزول لا يمثل المجتمع الفلسطيني.
وأكد الناطق بلسان الشرطة أهمية تعزيز الوعي الديني والمجتمعي لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، لافتا إلى أن الاستنكار الشعبي الواسع والرد السريع من الأجهزة الأمنية ساهما في احتواء تداعيات الحادثة.
وختم ارزيقات بالتأكيد على أن الشرطة ستواصل عملها لحماية الأمن والاستقرار، خاصة في القضايا الحساسة المتعلقة بالمقدسات، رغم التحديات والظروف المعقدة التي يفرضها الجيش الإسرائيلي، مشددا على أن سيادة القانون ستبقى خطا أحمر لا يمكن المساس به.