قال الصحافي محمد ضراغمة، مدير مكتب قناة الشرق في رام الله، إن التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في قطاع غزة، ورسائل مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إلى حركة حماس، تعكس وجود خطة شاملة لكنها تحمل الكثير من "الألغام" السياسية التي تجعلها بالنسبة لحماس بمثابة "الدواء المر".
وأوضح ضراغمة، في مداخلة عبر برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن حماس ورغم نفيها تلقي الخطة رسميًا، إلا أن مضمونها وصل إليها عبر وسطاء مثل تركيا وقطر، غير أن الحركة تحتاج وقتًا لدراسة تفاصيلها.
وأضاف: "الخطة تتضمن بعض المكاسب المحدودة مثل وقف إطلاق النار، وهو هدف مركزي لكل فلسطيني، لكنها بالمقابل تفرض خسائر استراتيجية كبيرة على حماس".
وأشار إلى أن أبرز النقاط المثيرة للقلق في الخطة تتعلق بملف الانسحاب الإسرائيلي، حيث لا يوجد وضوح بشأن آلياته أو جدوله الزمني، ما يثير خشية من أن يتحول وقف إطلاق النار إلى حالة دائمة من السيطرة العسكرية المفتوحة على القطاع.
كما لفت إلى "اللغم الأكبر" وهو بند يتيح لإسرائيل التدخل العسكري متى رأت تهديدًا، وهو ما قد يُبقي الحرب مفتوحة تحت ذرائع متعددة.
وتطرق ضراغمة إلى مقترحات متعلقة بمرحلة ما بعد الحرب، بينها تشكيل إدارة دولية للقطاع بقيادة شخصيات مثل توني بلير، وهو ما يثير رفضًا فلسطينيًا واسعًا لكنه "قد يُفرض أمرًا واقعًا لعدم وجود بدائل".
وأضاف: "حماس ليست في موقع يمكّنها من فرض شروطها، وليست منتصرة حتى تتمسك بسلاحها وإدارتها للقطاع".
وحول موقف نتنياهو، اعتبر ضراغمة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يناور باستمرار لإطالة أمد الحرب، وقد يستغل ثغرات في الخطة للبقاء عسكريًا في غزة، مؤكدًا أن الحركة تراقب بقلق هذا السلوك.
وقال: "حتى قضية الرهائن لم تعد ورقة رابحة بيد نتنياهو، فالعائلات نفسها باتت تتهمه بالمقامرة بحياة أبنائهم".
وفي ختام حديثه، وصف ضراغمة المشهد بأنه "متشائل"، مستعيرًا تعبير الأديب إميل حبيبي، موضحًا أن هناك فرصًا حقيقية لوقف الحرب بفعل الضغوط الدولية والعربية، لكن غياب الوضوح في تفاصيل الانسحاب واستمرار تأثير نتنياهو على القرار الأميركي قد يعيدان الأمور إلى نقطة الصفر.
