قال القس منذر إسحق، راعي كنيسة الرجاء الإنجيلية اللوثرية في رام الله، إن ما يتعرض له الفلسطينيون المسيحيون في القدس وبيت لحم وضواحيها يندرج في إطار سياسات ممنهجة تهدف إلى تهجيرهم من أرضهم، واصفًا هذه الممارسات بأنها جزء من نظام فصل عنصري ممتد منذ عقود.
وأوضح إسحق في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أنّ ما حدث قبل أيام الماضي يكشف حجم التناقض في الخطاب الإسرائيلي.
وتابع: "في الوقت الذي ألقى فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطابًا في الأمم المتحدة مدعيًا الدفاع عن المسيحيين، أصدرت رؤساء الكنائس في القدس بيانًا يطالب المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات المتواصلة، أبرزها استهداف الكنيسة الأرمنية ومحاولات السيطرة على أملاكها".
وأضاف أن السنوات الأخيرة شهدت تصاعدًا في اعتداءات المستوطنين على القرى المسيحية، إلى جانب قرارات بلدية القدس بتجميد حسابات الكنائس، ومنع الوصول إلى الأراضي التاريخية التابعة لعائلات مسيحية في بيت جالا وبيت ساحور.
وأشار إلى أنّ بيت لحم، التي ارتبطت تاريخيًا بالقدس، تعيش اليوم حصارًا خانقًا حرم سكانها من أراضيهم ومن التواصل مع المدينة المقدسة.
سياسات تؤدي إلى التهجير
وأكد إسحق أن تهجير المسيحيين الفلسطينيين ليس نتيجة عوامل داخلية أو اجتماعية، بل هو نتاج مباشر لسياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.
كما شدد على أن رواية إسرائيل التي تقدم الصراع باعتباره دينيًا تهدف إلى التغطية على ممارسات السيطرة والتمييز.
واستطرد: "الوجود المسيحي يحظى باعتراف رسمي داخل النظام السياسي الفلسطيني، والصورة باتت أوضح اليوم أمام المجتمع الدولي مع مواقف جديدة لكنائس عالمية وصفت ما يحدث في غزة والضفة الغربية بأنه إبادة وفصل عنصري".
وختم بالقول إنّ الضغوط المتزايدة من الكنائس حول العالم بدأت تدفع حتى بعض الأصوات التقليدية الداعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة إلى مراجعة مواقفها، وهو ما يعد مؤشرًا على بداية تحول في الرأي العام الغربي تجاه السياسات الإسرائيلية.