قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، اليوم الأحد، إن الحديث عن التطبيع مع إسرائيل "أمر صعب"، مشيرًا إلى أن الظروف السياسية الراهنة لا تسمح بمثل هذه الخطوات، وجاءت تصريحات الشيباني خلال مؤتمر صحفي عقده في دمشق، تناول فيه مستجدات العلاقات الإقليمية والدولية، وموقف سوريا من التحولات السياسية في المنطقة.
وأكد الوزير أن سوريا "لن تتخذ أي خطوات لا تنسجم مع مصالحها الوطنية العليا"، مضيفًا أن "الحديث عن التطبيع لا يمكن فصله عن السياق التاريخي والسياسي الذي تعيشه المنطقة منذ عقود".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
الواقع الإقليمي يفرض تحديات معقدة
تصريحات الشيباني تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات متسارعة، حيث أقدمت عدة دول عربية على خطوات تطبيعية خلال السنوات الأخيرة، وسط تباين في المواقف الشعبية والرسمية، إلا أن دمشق، بحسب مراقبين، لا تزال تتبنى موقفًا مغايرًا، يضع القضايا الجوهرية في صلب أولوياتها السياسية.
وأشار الوزير إلى أن "سوريا لا تتعامل مع الملفات الإقليمية بمنطق رد الفعل، بل وفق رؤية استراتيجية تحترم إرادة الشعب السوري وتراعي التوازنات الإقليمية والدولية".
ردود فعل وتحليلات أولية
وفي تعليق على هذه التصريحات، قال الباحث في العلاقات الدولية، د. فادي مراد، إن "موقف سوريا يعكس تمسكها بخط سياسي تقليدي، رغم التغيرات الإقليمية"، مضيفًا أن "الحديث عن التطبيع في ظل استمرار الأزمات الإنسانية والسياسية في المنطقة يبدو غير واقعي".
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر دبلوماسي قوله: "سوريا لن تكون جزءًا من أي ترتيبات إقليمية تتجاوز الحقوق الأساسية للشعوب أو تتجاهل السياق التاريخي للصراعات القائمة".
موقف ثابت وسط متغيرات
في ظل هذه التصريحات، يتضح أن دمشق لا تزال ترفض الانخراط في مسار التطبيع، معتبرة أن الظروف السياسية والإنسانية لا تسمح بذلك، وبينما تتجه بعض العواصم نحو إعادة تشكيل علاقاتها الإقليمية، تبقى سوريا متمسكة بموقفها، وفق ما أكده وزير خارجيتها: "الحديث عن التطبيع ليس مجرد قرار سياسي، بل اختبار للضمير الوطني".
طالع أيضًا:
بسبب حرب غزة.. ثلث أزواج الجنود فكروا بالطلاق وتصاعد أزمة الانتحار
