شدد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب، على أن ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية "إبادة خطيرة يجب أن تستفز ضمائر الجميع"، مؤكداً أن من الواجب الوطني والأخلاقي التعبير عن رفض هذه الجرائم.
وأضاف في مداخلة هاتفية عبر برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن المشهد الحالي "يختلف عن الأعوام السابقة، حيث كان التصعيد محتدماً، لكنه اليوم بلغ مستوى خطيراً من الاستهداف لشعب بأكمله ومحاولة لطمس مدنه وتاريخه وجغرافيته"، معتبراً أن الموقف المطلوب اليوم من جميع القوى والتيارات هو المساهمة في إيصال صوت رافض للمجزرة.
وكشف "بركة" أن المسيرة المركزية لإحياء ذكرى هبّة القدس والأقصى ستنظم يوم السبت الموافق 14 أكتوبر في مدينة سخنين عند الساعة الرابعة عصراً.
وأوضح أن الفعاليات ستبدأ منذ ساعات الصباح بزيارة أضرحة الشهداء في عدة بلدات، مروراً بمعاوية وكفر كنا وكفر مندا والعرابة وصولاً إلى سخنين.
وتعليقًا على مشهد المواجهات الأخيرة في سخنين، قال: "محاولة الشرطة الاقتراب من المتظاهرين كانت استفزازاً متعمداً، لكن الجماهير أحبطت هذا المخطط بحكمة ومسؤولية، لسنا في مواجهة من أجل المواجهة، بل نمارس حقنا الديمقراطي بالتظاهر، ونسعى في الوقت ذاته لحماية مجتمعنا من أي خطر".
وأشار بركة إلى أن الحكومة الإسرائيلية "تحاول منذ أكثر من عقدين استعراض قوتها وقمع حرية الرأي"، لكنه شدد على أن لجنة المتابعة "ستواصل تنظيم فعالياتها بشكل مسؤول، بعيداً عن التخويف أو التصعيد".
وعن ملفات الشهداء منذ هبّة أكتوبر 2000، قال بركة إن مطلب محاكمة المسؤولين عن قتل المتظاهرين "لا يسقط بالتقادم"، معتبراً أن تقرير لجنة أور أكد مسؤولية الأجهزة الأمنية، لكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة رفضت فتح الملفات، -على حد تعبيره-.
وأكد أن "هذه الجرائم ستظل حاضرة حتى تتحقق العدالة"، مشيراً إلى أن ما يجري اليوم في غزة والضفة يضاعف من أهمية الموقف الشعبي الرافض للسياسات الإسرائيلية.