قال البروفيسور أسعد غانم، أستاذ العلوم السياسية، إن المبادرة المطروحة بشأن غزة تمثل انتصارًا كاملًا لإسرائيل وحكومة نتنياهو، لكنها رغم ذلك قد تشكّل فرصة محدودة لوقف الحرب والمجاعة والإبادة، وهو ما يستدعي –بحسب رأيه– قبولها حتى من جانب حركة حماس.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن الاتفاق الجاري تداوله جرى بغياب منظمة التحرير الفلسطينية التي تم تجاوزها كليًا، فيما أبدت غالبية الدول العربية والإسلامية استعدادها للتجاوب معه، وهو ما يعكس نهاية الدور السياسي للمنظمة و "تحول السلطة الفلسطينية إلى مجرد تابع لإسرائيل".
وتايع: "البعض يقول إن هذا الاتفاق نهاية الدولة الفلسطينية، وأنا أعتقد أنه لا يمكن قتل شي مقتول، الحديث عن الدولة الفلسطينية لم يعد مطروحًا، لا مكان لدولة فلسطينية".
وانتقد غانم بشدة حالة الانقسام الفلسطيني، مشيرًا إلى أن القيادة فشلت في استثمار اللحظة بعد اندلاع الحرب لتشكيل حكومة إنقاذ وطني، ما سمح لإسرائيل بفرض أجندتها.
مجلس السلام "مسرحية هزلية"
كما أبدى استهجانه من تشكيل ما يُسمى بـ "مجلس السلام"، الذي سيضم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إلى جانب تمثيل إسرائيلي وبعض الدول العربية، معتبراً ذلك "مسرحية هزلية يقودها أشخاص تلطخت أيديهم بالحروب والدمار".
وأكد غانم أن الاتفاق، في حال تطبيقه، سيكرّس نهج الوصاية الدولية ويؤدي عمليًا إلى فصل غزة عن الضفة الغربية لسنوات طويلة، خصوصًا أن إعادة إعمار القطاع قد تستغرق عقدًا أو أكثر.
وختم بالتأكيد أن حماس قد تجد نفسها مضطرة للقبول، ليس اقتناعًا ببنود الاتفاق بل هروبًا من المزيد من الدماء والدمار.
لكنه شدّد في الوقت نفسه على أن الوضع الفلسطيني الحالي هو "الأسوأ في التاريخ"، وأنه يتطلب تفكيرًا جديدًا وإستراتيجيات مختلفة قبل أن تضيع القضية تمامًا.