أكد المتحدث باسم وزارة خارجية قطر ماجد الأنصاري، أن اعتذار إسرائيل عن الضربة التي استهدفت الدوحة يشكل اعترافا بذنب رئيس الوزراء الإسرائيلي ويمثل ضمانا بعدم تكرار ذلك مستقبلًا.
كان البيت الأبيض، كشف عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب لرئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن "أسفه العميق" لانتهاك السيادة القطرية ومقتل جندي قطري في الهجوم الصاروخي، الذي استهدف قادة حماس في الدوحة.
للحديث حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، الدكتور محجوب الزويري، أستاذ سياسة الشرق الأوسط المعاصر في جامعة قطر،والذي قال إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدم مسرحية كبيرة، لإنقاذ إسرائيل من الورطة التي أخلت نفسها فيها.
وتابع: "ترامب يريد أن ينقذ إسرائيل لأنه بات متقنعًا أنها أصبحت منعزلة، ويريد أن يخرجها من عزلتها، وبالتالي هو قام بكل ما سبق، من أجل هذا الهدف، وترامب يريد ببساطة أن يوقف الحرب".
مبادئ عامة وليس اتفاق جديد
وفي سياق آخر، قال إن ما جرى الإعلان عنه مؤخرًا ليس اتفاقًا نهائيًا، بل مجرد مبادئ عامة تم تجميعها من مبادرات سابقة مثل مبادرة باريس 2024، وإعادة تدويرها لتُقدَّم في صيغة جديدة.
وأكد أن جوهر المبادرة يتمثل في وقف الحرب في غزة، مع إطلاق سراح الرهائن بالنسبة للفلسطينيين.
وأشار إلى أن البنود المعلنة تتماهى مع المطالب الإسرائيلية، لكنها في الوقت نفسه تفرض على إسرائيل الانسحاب من القطاع وتمنعها من تحقيق هدفها المعلن سابقًا بتهجير السكان أو تحويل غزة إلى منطقة استيطانية.
كما لفت إلى أن عودة الأمم المتحدة لإدارة شؤون إنسانية في القطاع لم تكن ضمن رغبة إسرائيل لكنها اضطرت لقبولها تحت ضغط دولي وإعلامي.
وأكد الزويري أن ما نُشر لا يقدم جديدًا جوهريًا سوى اعتراف جماعي بأن استمرار الحرب أصبح عبئًا على جميع الأطراف، سياسيًا وإنسانيًا واقتصاديًا.
واختتم بالتأكيد أن الفلسطينيين دفعوا الثمن الأكبر منذ اليوم الأول، بينما تسعى القوى الإقليمية والدولية الآن لتقليل خسائرها وحماية مصالحها، وهو ما يجعل المبادرة أقرب إلى تفاهمات مؤقتة لا تضمن سلامًا دائمًا.
