قال مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، إن التحوّل في مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه غزة والضفة وسبل التهدئة، يعود بالأساس إلى لقائه مع قادة ثماني دول عربية وإسلامية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضح الرنتاوي في مداخلة ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أن هذه الدول تمثل "القاطرة" القادرة على جر بقية دول الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى موقف موحّد، ما عزز فرص الضغط على واشنطن وتل أبيب لتعديل سياساتهما.
وأشار إلى أن الاجتماع العربي–الإسلامي شكّل نقطة البداية لمسار جديد، تضافرت معه عوامل أخرى مثل التحولات في الرأي العام العالمي والأميركي، و"تسونامي الاعترافات" الدولية بدولة فلسطين، إلى جانب سعي ترامب وراء جائزة نوبل، ورغبة عقلاء في واشنطن وتل أبيب بإنقاذ إسرائيل من سياسات حكومتها.
حماس والسلطة أمام خيارات صعبة
وبيّن الرنتاوي أن عدداً من الدول العربية لم تكن معنية بأن تخرج حركة حماس أو المقاومة الفلسطينية بأي شكل من أشكال "النصر" على إسرائيل، ما يفسر قبولها بمشروع يقضي بنزع سلاح الحركة وإضعاف دورها السياسي في غزة. كما لفت إلى أن علاقات السلطة الفلسطينية مع هذه الدول مرت بمراحل مدّ وجزر، باستثناء مصر والأردن حيث بقيت مستقرة، وهو ما سهّل تبنّي المشروع المطروح.
فرصة موضوعية تتطلب استراتيجية فلسطينية جديدة
وأوضح الرنتاوي أن المبادرة الأخيرة أغلقت الباب أمام مشاريع التهجير ونصّت على تشجيع الفلسطينيين على البقاء في أرضهم، كما تضمنت وعوداً أميركية بعدم السماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. لكنه حذّر من أن الوثيقة تحمل أيضاً قدراً كبيراً من التماهي مع المواقف الإسرائيلية، ما يستدعي صياغة استراتيجية فلسطينية–عربية مشتركة للانتقال من الاعتراف اللفظي إلى دولة فلسطينية قائمة بالفعل.
وختم بالقول إن الكرة الآن في ملعب القيادة الفلسطينية التي تحتاج إلى تجديد بنيتها السياسية ووضع رؤية تحررية جامعة، مذكّراً بأن الشعب الفلسطيني أثبت قدرته على الصمود وأن هناك "تراساً عالمياً" بضرورة تثبيته على أرضه، لكن ترجمة هذه الفرصة إلى واقع مرهون بفاعلية الموقف الفلسطيني الداخلي.