أكد الشيخ عباس زكور، الناشط المجتمعي والسياسي في مدينة عكا، أن أهالي المدينة العربية–اليهودية المشتركة اختاروا طريق السلام والعيش المشترك، رافضين أي محاولة لجرها نحو العنف أو الفتنة.
وأوضح زكور في مقابلة ضمن برنامج "أول خبر" أن أحداث يوم الغفران عام 2008 كانت محطة فاصلة، مشددًا على أن القيادات الدينية والسياسية العربية واليهودية في عكا قررت حينها أن المدينة يجب أن تبقى نموذجًا للأمن والاستقرار. ومنذ ذلك التاريخ، قال، يتم تنظيم لقاءات دورية قبل شهر رمضان وقبل يوم الغفران مع الطلاب في المدارس العربية واليهودية، للتأكيد على قدسية هذه المناسبات وضرورة الاحترام المتبادل.
بيان رافض للعنف
وحول البيان المشترك الذي أصدره ناشطون ورجال دين في عكا عقب نشر الشرطة الإسرائيلية اتهامات ضد شاب من المدينة بالتخطيط لعملية تفجير، أوضح الشيخ زكور أن الهدف من البيان لم يكن تبرير أو إدانة متسرعة، بل التأكيد على موقف ثابت يرفض أي عمل عنيف أو إرهابي، سواء صدر عن عربي أو يهودي.
وشدد على أن جميع القيادات في عكا تدرك أهمية هذه المرحلة، خصوصًا مع تصاعد الحرب والتوتر في المنطقة، ومحاولات البعض التشكيك بالمدن المختلطة وإثارة المخاوف من تكرار أحداث هبة الكرامة. وأضاف: «أردنا أن نوصل رسالة واضحة أن عكا لا تسير في هذا الاتجاه، وأننا سنبقى حريصين على استقرار بلدنا ووحدتها».
المتهم بريء حتى تثبت إدانته
زكور ذكّر بأن الشاب المعتقل ما زال في إطار التحقيقات، وأن القانون ينص بوضوح على أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته. وقال إن عائلات المتهم، التي يعرفها المجتمع العكي جيدًا، استبعدت أن يكون ابنها متورطًا في مثل هذه المخططات.
وأضاف: «حتى لو ثبتت إدانة فرد ما، فهذا لا يمكن أن يدمغ مجتمعًا بأكمله، لا المجتمع العربي ولا المجتمع اليهودي في عكا». مشيرًا إلى أن مسؤولية القيادات تكمن في ترسيخ نهج العيش المشترك وعدم السماح بإعادة إنتاج أجواء الانقسام والكراهية.
وختم زكور بالتأكيد على أن مدينة عكا ستبقى نموذجًا للتسامح والتعايش، وأن قياداتها هي التي ترسم الطريق وتحدد الاتجاه، بعيدًا عن أي محاولات لتأجيج الفتنة أو تشويه صورة المجتمع العربي.