الحرب على غزة| مجازر إسرائيلية لليوم الـ726 ومفاوضات متعثرة حول خطة ترامب

shutterstock

shutterstock

يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المستمرة على قطاع غزة منذ 726 يومًا، وسط تصعيد عسكري غير مسبوق يتجلى في القصف الجوي والمدفعي المكثف، والتدمير المنهجي للمساكن والبنية التحتية، إلى جانب حصار خانق يمنع وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين.


ومع استمرار استهداف مجمعات النازحين وحرمان السكان من أبسط مقومات الحياة، تتزايد أعداد الضحايا يوميًا، بينهم نساء وأطفال وكبار سن، في مشهد يوصف بأنه حرب إبادة ممنهجة.


غارات وضحايا بمناطق متفرقة من قطاع غزة


فجر الأربعاء، شنّت المقاتلات الإسرائيلية غارات على مناطق عدة داخل القطاع.


ففي دير البلح ارتكب الجيش مجزرة استهدفت مقهى مكتظًا، بينما طالت غارات أخرى منازل في حي الصحابة بحي الدرج وسط مدينة غزة.


كما قصفت الطائرات الحربية مناطق في خان يونس وأبراج حمد شمالها، إلى جانب حي تل الهوى جنوب غرب المدينة، وحي النصر غرب غزة حيث نُسفت منازل بالكامل.


ارتقاء 29 شخص منذ صباح اليوم


ووفق مصادر طبية، ارتقى منذ ساعات الصباح 28 فلسطينيًا، بينهم 23 في مدينة غزة وحدها، ما يرفع حصيلة الضحايا بشكل مستمر.


ومن بين الضحايا، طفلان قضيا في غارة على حي تل الهوى، إلى جانب رئيس مجلس القضاء العسكري الأسبق أحمد عطالله الذي ارتقى إثر قصف منزله في حي الدرج، حيث دُمّر المنزل بالكامل.


كما فقدت الطواقم الإنسانية أحد عناصر الدفاع المدني، منذر رائد الدهشان، أثناء محاولته إنقاذ مصابين جراء قصف مدرسة الفلاح في حي الزيتون، التي كانت تؤوي نازحين.


إلى جانب الخسائر البشرية، لا تزال الهجمات الإسرائيلية تطال البنية المدنية، فقد شنت طائرات "كوادكوبتر" المسيّرة سلسلة من الغارات على حي الدرج، حيث أسقطت عبوات ناسفة على أسطح منازل المواطنين، مسببة أضرارًا واسعة.


استهداف طواقم الدفاع المدني


في الوقت نفسه، استُهدفت طواقم الدفاع المدني مجددًا أثناء إخلاء جرحى من مدرسة الفلاح، ما أدى إلى وقوع إصابات جديدة في صفوفهم وزاد من المخاطر على الفرق الإنسانية.


واستهدفت غارات جديدة شقة سكنية في شارع الثورة بحي الرمال غرب غزة، ما أسفر عن إصابات بين النازحين.


كما ارتقى المواطن حسني أبو هويشل جراء قصف شقة في مخيم البريج وسط القطاع.


وفي شارع الثلاثيني بحي الصبرة جنوب غزة، أسفر قصف آخر عن إصابات بين المدنيين.


ترقب لرد حركة حماس على مقترح ترامب


وفي موازاة التصعيد العسكري، يترقب الجميع رد حركة حماس على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب.


الخطة، التي طُرحت عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تهدف إلى فرض واقع سياسي جديد في غزة يشمل نزع سلاح الفصائل، ووضع القطاع تحت إدارة دولية مؤقتة.


وأوضح ترامب أن أمام حماس ثلاثة إلى أربعة أيام فقط للموافقة، معتبرًا أن الحركة تكبدت خسائر كبيرة تجعل أي تفاوض موسع معها صعبًا.


لكن مسؤولًا في حماس صرّح لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن الحركة تتجه إلى رفض المقترح الأميركي، مشددًا على أن البنود المطروحة، وعلى رأسها نزع السلاح ونشر قوة دولية، تمثل "شكلًا جديدًا من السيطرة الإسرائيلية" وتخدم فقط المصالح الإسرائيلية، فيما تُهمل حقوق الشعب الفلسطيني.


ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام


الوسطاء مستمرون في المفاوضات مع حماس


في المقابل، تواصل الوفود القطرية والمصرية والتركية اجتماعاتها مع مفاوضي حماس، في مسعى لدراسة المقترح الأميركي بجدية، وسط تعقيدات ميدانية وتزايد الضغوط الإنسانية.


وفي الأثناء، يواصل أسطول الصمود العالمي رحلته نحو غزة، متحديًا المخاطر البحرية وارتفاع وتيرة تحليق الطائرات المسيّرة الإسرائيلية فوق سفنه، في محاولة لإيصال المساعدات إلى المدنيين المحاصرين.


تدهور الوضع الإنساني وانهيار خدمات علاح سرطان الثدي


فيما يتدهور الوضع الإنساني بوتيرة متسارعة، خاصة في القطاع الصحي، فقد أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بيانًا حذرت فيه من انهيار خدمات علاج سرطان الثدي للنساء، مشيرة إلى أن المريضات محرومات للسنة الثانية على التوالي من برامج الفحص المبكر والتشخيص والعلاج.


وأكدت الوزارة أن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب تدمير مراكز الرعاية الأولية والتشخيص، يفاقم من خطورة الأوضاع.


وأضاف البيان أن العديد من النساء بحاجة ماسة للعلاج الإشعاعي غير المتوفر داخل غزة، وأن إغلاق المعابر ومنع إدخال الأدوية يعمّقان الأزمة الصحية بشكل خطير.


الإفراج عن 13 أسيرا من غزة ووصولهم لمستشفى الأقصي


كما برزت مستجدات على صعيد الأسرى، حيث وصل 13 أسيرًا محررًا إلى مستشفى الأقصى في دير البلح، بعد الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، في خطوة رمزية وسط الحرب تعكس حجم المعاناة المستمرة للأسرى الفلسطينيين.


التصعيد الإسرائيلي الذي يصفه المراقبون بأنه حرب استنزاف مفتوحة، يترافق مع رسائل متناقضة من القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية: فمن جهة، يستمر القصف على المدنيين والبنى التحتية بوتيرة عالية، ومن جهة أخرى، تُطرح خطط سياسية عبر واشنطن لإنهاء الحرب وفق شروط تميل لصالح إسرائيل، وهو ما يزيد من صعوبة قبولها من قبل حماس والفصائل الفلسطينية.


المدنيون هم الضحية الأكبر في قطاع غزة


وفي ظل هذه التطورات، يبقى المدنيون في غزة هم الضحية الأكبر، أكثر من عامين من الحرب تركت القطاع مدمرًا، مئات آلاف النازحين بلا مأوى، ومستشفيات مهددة بالانهيار، وأزمة إنسانية غير مسبوقة تتفاقم يومًا بعد يوم.


وبينما يصر الجيش الإسرائيلي على مواصلة عملياته بحجة "تفكيك البنية العسكرية للفصائل الفلسطينية"، يواجه الفلسطينيون واقعًا قاسيًا عنوانه الحصار، الدمار، والحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانية.


ومع مرور 726 يومًا على اندلاع الحرب، تتضح معالم مرحلة جديدة: تصعيد عسكري بلا سقف، مبادرات سياسية مشروطة، ومأساة إنسانية تتسع يومًا بعد يوم، لتضع غزة أمام مستقبل غامض، يراوح بين استمرار شلال الدم، ومحاولات فرض تسويات لا تلبي طموحات شعبها.


اقرأ أيضا

الحكومة الإسرائيلية تصادق على تعيين دافيد زيني رئيسًا للشاباك

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play