بدأت ثلاث فرق عسكرية إسرائيلية صباح اليوم الخميس بالانسحاب من مدينة غزة، في خطوة تهدف إلى تجنب أي احتكاك محتمل مع السكان الفلسطينيين الذين يخططون للعودة إلى منازلهم بعد إعلان وقف إطلاق النار.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن هذه العملية تأتي ضمن ترتيبات عسكرية متفق عليها مسبقًا، في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرًا.
إعادة انتشار القوات
إذاعة الجيش الإسرائيلي أكدت أن الفرق القتالية تلقت أوامر بالاستعداد لإعادة انتشارها خلال الأيام المقبلة، حيث ستتجه إما نحو انسحاب كامل من القطاع أو التمركز في خطوط خلفية وفقًا للخطة العسكرية الجديدة.
وهذه الخطوة تعكس تحولات استراتيجية في التعامل مع الوضع الميداني، وتأتي بعد مفاوضات مكثفة بين الأطراف المعنية.
تفاصيل الاتفاق النهائي
وكشفت القناة 12 الإسرائيلية أن التفاصيل النهائية المتعلقة بانتشار القوات يتم إتمامها حاليًا، على أن يُوقع الاتفاق في مدينة شرم الشيخ بحلول الساعة الثانية عشرة ظهرًا، ليبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار مباشرة بعد التوقيع.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
كما سيعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) اجتماعًا في الساعة الثالثة بعد الظهر لمناقشة بنود الاتفاق، تليه جلسة للحكومة للمصادقة النهائية.
وبحسب القناة، فإن الاتفاق ينص على انسحاب القوات إلى الخطوط المتفق عليها، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء بحلول يوم الإثنين المقبل. كما أشارت إلى زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إسرائيل يوم الأحد، في سياق دعم تنفيذ الاتفاق.
تنازلات متبادلة وضمانات دولية
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر دبلوماسية أن الطرفين قدما تنازلات متبادلة خلال المفاوضات، حيث وافقت إسرائيل على إدخال تعديلات محدودة على ما يعرف بـ"خط الانسحاب الأصفر"، كما سيتم إطلاق سراح عدد كبير من الجثامين يوم الأحد، وتسليم بقية الرفات خلال الأسبوع التالي.
المصادر ذاتها أكدت أن حركة حماس حصلت على ضمانات من الوسطاء الدوليين بأن وقف إطلاق النار سيستمر طالما التزم الطرفان ببنود خطة ترامب، التي تحظر أي أعمال عدائية. كما تقرر إدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري عبر خمسة معابر، من بينها معبر رفح.
وتأتي هذه التطورات في ظل ترقب شعبي ورسمي لبدء تنفيذ الاتفاق، وسط آمال بأن تشكل المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بداية لمسار سياسي جديد ينهي التصعيد ويعيد الاستقرار إلى قطاع غزة.
وقال مصدر دبلوماسي مطلع على المفاوضات: "الضمانات الدولية والتفاهمات الأمنية تشكل أساسًا قويًا لتنفيذ الاتفاق، ونأمل أن تلتزم جميع الأطراف بما تم التوصل إليه لضمان استمرار الهدوء".
طالع أيضًا:
اتفاق تاريخي يُنهي الحرب على غزة: توقيع المرحلة الأولى بين إسرائيل وحماس برعاية دولية