في لحظة فارقة من تاريخ الشرق الأوسط، ووسط ترقب عالمي مشحون بالأمل والحذر، انطلقت شرارة التحول السياسي والإنساني من شرم الشيخ، حيث وُقّع اتفاق تاريخي بين إسرائيل وحركة حماس، برعاية أمريكية ووساطة قطرية ومصرية وتركية، يُنهي واحدة من أكثر الحروب دموية في قطاع غزة، ويضع حجر الأساس لسلام طال انتظاره.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس، أن إسرائيل وحركة حماس وقّعتا رسميًا على المرحلة الأولى من خطة السلام التي طرحتها واشنطن، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة وبدء مرحلة جديدة من التهدئة والاستقرار.
توقيع المرحلة الأولى من الاتفاق
وقال ترامب عبر منصة "تروث سوشيال": "يشرفني أن أعلن أن إسرائيل وحماس وقعتا على المرحلة الأولى من خطتنا للسلام، هذا يعني أن جميع الرهائن سيتم إطلاق سراحهم قريبًا جدًا، وستسحب إسرائيل قواتها إلى خط متفق عليه كخطوات أولى نحو سلام قوي ودائم".
وأضاف أن الاتفاق يتضمن التعامل العادل مع جميع الأطراف، ويُعد يومًا عظيمًا للعالم العربي والإسلامي، ولإسرائيل، وللولايات المتحدة، مشيدًا بدور الوسطاء من قطر ومصر وتركيا الذين ساهموا في إنجاح هذه المرحلة.
بنود الاتفاق: وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين
من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية أن الوسطاء توصلوا إلى اتفاق على بنود تنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، والتي تشمل إطلاق المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، إضافة إلى دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال في بيان رسمي: "الاتفاق سيؤدي إلى وقف الحرب، وتبادل المحتجزين، وفتح المجال أمام المساعدات الإنسانية، وسيتم الإعلان عن تفاصيل إضافية لاحقًا".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تصريحات رسمية من الأطراف المعنية
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو علّق على الاتفاق بقوله: "سنُعيد جميع الأسرى الإسرائيليين، ونتابع تنفيذ الاتفاق بدقة بالتنسيق مع شركائنا الدوليين".
كما أكدت مصادر أمريكية أن الرئيس ترامب يدرس زيارة المنطقة خلال الأيام المقبلة لحضور مراسم توقيع المرحلة الثانية من الاتفاق، في حال تم التوصل إليها.
حماس تعلن التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب على غزة ويشمل انسحاب القوات وتبادل الأسرى
كشفت حماس عن التوصل إلى اتفاق شامل مع الجانب الإسرائيلي، يقضي بإنهاء الحرب على قطاع غزة، وانسحاب القوات العسكرية، ودخول المساعدات الإنسانية، إضافة إلى تنفيذ عملية تبادل للأسرى بين الطرفين، ويأتي هذا الإعلان بعد مفاوضات مكثفة جرت في مدينة شرم الشيخ برعاية أمريكية ووساطة قطرية ومصرية وتركية.
مفاوضات جادة ومسؤولة في شرم الشيخ
وأوضحت الحركة أن المفاوضات التي خاضتها إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية كانت "مسؤولة وجادة"، وتركزت حول مقترح قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف إنهاء الحرب وفتح صفحة جديدة من التهدئة، وأكدت أن الاتفاق يشمل انسحاب القوات من قطاع غزة، ووقف العمليات العسكرية، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل فوري.
بداية جديدة للسلام
الاتفاق الموقع اليوم يمثل نقطة تحول في مسار الأزمة الممتدة في غزة، ويعكس نجاح الجهود الدبلوماسية التي قادتها واشنطن بالتعاون مع شركاء إقليميين، ومع بدء تنفيذ المرحلة الأولى، تتجه الأنظار إلى الخطوات التالية التي قد ترسم مستقبلًا أكثر استقرارًا للمنطقة.
طالع أيضًا:
