قال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية، إن الواقع الإنساني في غزة لم يشهد تحسناً رغم الاتفاقيات والبروتوكولات الإنسانية المعلنة، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يمتثل بشكل كامل لشروط إدخال المساعدات حتى الآن.
وأوضح الشوا في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" إلى أن وعد السماح بدخول 600 شاحنة يومياً للمساعدات الإنسانية والبضائع الخاصة لم يتحقق بشكل عملي، حيث دخل يوم الأحد فقط 173 شاحنة مساعدات للمؤسسات الإنسانية، إضافة إلى عشرات الشاحنات لمؤسسات إقليمية مثل اللجان المصرية والقطرية، بينما بقيت بقية الشاحنات متوقفة في معبر كرم أبو سالم.
وأضاف أن فصل المساعدات الإنسانية التي يجب أن تدخل بلا قيود عن بضائع القطاع الخاص ضروري، لأن الأوليّة هي للحاجات الإنسانية العاجلة، خاصة مع استمرار تطاول معاناة سكان غزة وشح المواد الأساسية، منهم من يعاني من موجة مجاعة محققة وحالة دمار شامل طال مختلف مرافق الحياة.
وأكد أن الوضع الإنساني خطير للغاية، وهناك نقص حاد في الخيام، والمياه، ومحطات تحليل المياه، فضلاً عن توقف عمل الكثير من المستشفيات جراء القصف الإسرائيلي المدمر.
وأشار الشوا إلى أن إسرائيل تفرض قيوداً صارمة على دخول المساعدات، بما في ذلك إجراءات فحص جمركية معقدة واشتراطات تأمين مكلفة، بالإضافة إلى سيطرة الجيش الإسرائيلي على بعض الطرق والمناطق، مما يعيق عبور القوافل الإنسانية نحو جميع مناطق القطاع، وخاصة المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية.
وبين أن الجيش الإسرائيلي يستخدم المساعدات الإنسانية كأداة سياسية، حيث فصل بين إدخال المواد الأساسية، وفرض شروط مشددة مرتبطة بملف جثامين الأسرى، مما أدى مؤخراً إلى تقليص عدد الشاحنات التي تدخل القطاع إلى النصف، وهو ما أكدت عليه الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن هناك شاحنات محتجزة في مصر والأردن، بينها مساعدات وكالة الأونروا والمنظمات الدولية غير الحكومية، والتي تواجه صعوبات كبيرة في التسجيل والتنسيق مع الجيش الإسرائيلي.
وأوضح الشوا أن النقص في المساعدات وإنخفاضها عن الاحتياجات اليومية يؤدي إلى استمرار الوضع الكارثي، وأن المخزون قليل جداً ولا يساعد على تلبية الاحتياجات المتزايدة، مطالباً بفتح جميع المعابر بشكل آمن وسريع، وإزالة العقبات التي تحول دون تدفق المساعدات بشكل منتظم.
وأشار إلى ضرورة فصل المساعدات الإنسانية عن أي اعتبارات سياسية أخرى، وذلك لمنع تحويلها إلى سلاح يستخدم ضد المدنيين.
في الختام، دعا أمجد الشوا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لضمان دخول المساعدات دون قيود، وإلى تفعيل آليات مراقبة لضمان شفافية وفعالية توصيل هذه المساعدات إلى المحتاجين في غزة.
